إلى كاتب مقال "توضّأوا ثمّ هاجموا الجزائر!" في "الشروق" الجزائرية، يوم: الأربعاء 26 مارس2014 كعادتها وسواء تحدثنا أو سكتنا يصلُنا عُهرها وخُبثها ذاك الذي لا يحتاج فقط إلى إغلاق الأنوف والآذان وكل الحواس لعدم إيذائها برائحتها العفنة، ولكن إلى مُلطف جوّ صافٍ كما هي طويتنا نحن المغاربة الذين فتحنا ذات معارك ضد الاستعمار أرضنا وديارنا لأجدادهم، بل وسلّحناهم ووقفنا إلى جانبهم وقفة الرجال، وليسأل من أراد وثائق التاريخ ! هي كذلك أبواق الدعاية القادمة من الجارة الشرقية، التي كان منتظرا أن يثيرها ردّ ممثل المغرب بمجلس حقوق الإنسان الأممي بجُنيف، على ادعاءات "ممثلهم" الذي خص كل تدخلهم أمام المجلس للتهجم من جديد على المغرب وعلى سيادته على صحرائه، بورقة حقوق الإنسان المفترى عليها من طرف جنرالات قصر المرادية بالجزائر. وكعادتها دوما فإن مصطلحات "المخزن" و"الشعب الصحراوي"، و"المخدرات" المغربية، احتلت الأولوية في منابرها المأجورة والمعبأة مسبقا في دهاليز ثكنات العسكر لتضليل الشعب والضحك على الذقون، في مقابل تغييب ما ينفع ويهم الشعب الجزائري الشقيق المغبون في حكامه إلى درجة تفقيره وتهميشه وهو الجالس على أراض تزخر بالثروة النفطية، التي تذهب عائداتها من العملة الصعبة مباشرة إلى حسابات الجنرالات بالبنوك الغربية. وكعادتي دائما أجزِم منذ البدء في تتبع أو قراءة ما يصدر من جديد عن أبواق دعاية الثكنات، مِما يوصف بمقالات أو برامج، بأن الذين يقومون بهكذا وظيفة "عازل طبي"، مِن الجزائريين، لتلهية الجزائريين عن قضاياهم الحقيقية، لا يحتاجون ولا يستحقون الرد، بل وحتى قراءة أو تتبع ما تصنعه لهم أيادي المخابرات والعسكر، ليتقمصوا بهم وعلى حساب "مروءة" مَن يدعون أنهم صحافيون أو كتابٌ، وظيفةَ "الإعلامي" المضلّل لشعبه ولوطنه؛ ولكني كمغربي تستفزني مثل هذه الادعاءات فأجدني أكتب لأٌقول..إننا هاهنا لكم بالمرصاد حتى وإن كان كلامكم عُهرا ! كان أحرى بكاتب المقال، أو بالأحرى، بمنتحله بعدما صاغه وصنعه له "سيدُه" في عتمة الثكنة، أن يتحلى بقليل من الرجولة، حتى لا نقول المروءة، ويهتم هذه الأيام -تحديدا- بما ينفع شعبه وأمته، التي ابتُليت بأشخاص لا يريدون مغادرة كراسيهم، حتى وإن كانوا مرضى (شافاهم الله وحاشا أن نتشفى)، ويقدم متابعة إعلامية إذا لم تكن لانتقاد مرشحي الرئاسة، ومنهم صاحب "العهدة الرابعة"، عبد العزيز بوتفليقة، فعلى الأقل تسليط الضوء على الجو الباهت واليائس والبائس والبئيس الذي تُخاض به الحملات الانتخابية الرئاسية، بسبب عزوف الشعب وتذمره من لُعبة باتت ممسوخة كأصحابها ومُدبريها الممسوخين على كراسيهم دون أن يجعلهم مسخُهم يخجلون ويغادرون ! كان أحرى بك يا هذا أن تلتفت إلى جنوبالجزائر العاصمة حيث توجد ولاية غرداية، أين تشتعل نار فتنةٍ طائفية أيقظها نظامُ العسكر كبؤرة أخرى لتلهية الشعب من أجل تمرير الرئاسة ستكون الرابعة لطاعِنٍ في السِن بل لشبيه مَيت يخوض انتخابات رئاسية بالمراسلة، في سابقة في العالم بأسره.. كان أحرى بك يا هذا المدفوع من مؤخّرتك، من قِبل أصحاب الثكنة، أن تلتفت إن كان لك حسٌّ وطني طبعا، إلى منطقة "القبايل" الأمازيغية "المشتعلة" منذ سنين عديدة، بسبب سياسة "الميز العنصري" التي ينهجها نظامك "غير المخزني" -طبعا- (وطوبى لنا بمخزننا الذي يوحّدنا ولا يُفرقنا)، وهي السياسة التي جعلت إخوتنا الأمازيغ هناك يطالبون بتقرير المصير.. فأين هي المبادئ المفترى عليها من طرف نظامكم العسكري والتي تجعل أطماعه وأحقاده علينا –نحن المغاربة- يشهرها طمعا في أقاليمنا الجنوبية التي يريد أن تصبح، تحت يافطة "تقرير المصير" تلك، ذات يوم، إقليما تابعا له يعبّد الإطلالة على المحيط الأطلسي ! ! عنئذ فقط كُنت ستجد من يصدقك من بني جلدتك ويصفق لك على كتاباتك بعدما يقرأها..ويطمئن على مستقبله لأنه أصبح له كتّاب وصحافيون ! استفزازات عُهر الكلام ودعارته بل ودعارة حتى كاتبه، تجعلني كرُجل مغربي حُر أن أستأذن القارئ الكريم لأمتح من نفس معينكم، ولأنبش في نفس قواميسكم، للرد على ما تدعونه من سُفه الكلام وأحطه، ولذلك فإن ليس بالتوضّؤ تُضاجعُ العاهرة وخاصة إذا كانت غير محترمة وقبيحة وفيها شيء من الأذى، ولكن تُضاجع –إن كان ولا بد- باستعمال "عازل طبي" يكون في مستوى اللحظة.