وصف قيادي إسلامي مغربي السياسة التي ينتهجها النظام المغربي ضد الأطراف السياسية في المعارضة بأنها "دكتاتورية ذكية"، وأكد أن حزب العدالة والتنمية يتعايش معها لكنه يرفض الانصياع لها. "" وقال عضو مجلس النواب عن حزب العدالة والتنمية المقرئ أبو زيد الإدريسي إن الدولة تعمل بمنطق الدكتاتورية الذكية مع المعارضة لأنها لا تريد منافسا لها، ولا تؤمن بتقاسم السلطة. وحسب الإدريسي فإن الدولة المغربية تعتمد مع حزب العدالة والتنمية نفس الآليات التي لجأت إليها في وقت سابق في مواجهة أحزاب المعارضة مثل حزبي الاتحاد الاشتراكي للقوات والشعبية والاستقلال. لكنه هون من صحة الاتهامات الموجهة للإسلاميين المشاركين في الحكم بأنهم "استعملوا كأداة وأنهم الآن أتموا هذه المهمة، وقال إن ذلك الاتهام غير دقيق. وأضاف النائب الإسلامي أن الذي يملك اللعبة في المغرب بالكامل هو النظام، وهو الذي قرر دمج الإسلاميين في الحياة السياسية "ونحن لم ندخل اللعبة فاتحين بالسيوف، وإنما جئنا لأن الدولة قررت ذلك في إطار حساباتها، ونحن جئنا في إطار حساباتنا أيضا". وأوضح أن خطة الدولة تجاه حزب العدالة والتنمية هي الدمج ثم الإضعاف ثم التهميش، مشيرا إلى أن الدمج قد تم، ووصف ذلك بأنه قرار حكيم بالمقارنة مع ما يحدث في بلدان مجاورة كالجزائر وتونس. وأضاف الإدريسي أن "الدولة وضعت مخططا لإضعافنا، ونحن الآن نقاوم هذا الإضعاف، وإذا تمكنا من مواجهتها فإننا قد ننجح في أن نتحول إلى طرف فاعل في المشهد السياسي. وفي كل الأحوال نحن لسنا كل الشعب المغربي وإنما جزء منه جئنا لنخدم وطننا في إطار الدستور والقوانين المعمول بها". وعن آليات تلك الخطة، قال إن حزب الأصالة والمعاصرة وحركة لكل الديمقراطيين اللذين يرعاهما فؤاد عالي الهمة المعروف بأنه صديق للملك من صنيعة الجولة الحالية لملء الفراغ، وهما الآلة الرئيسية لتنفيذ سياسات الدولة لإضعاف العدالة والتنمية. وبخصوص أداء حزبه بالبرلمان، رفض الإدريسي وصف أداء العدالة والتنمية في مكافحة الفساد المالي والإداري في المغرب بأنه "خذلان للقواعد" التي انتخبت نوابه في البرلمان، وأكد أن النواب الإسلاميين يبذلون 80% من جهودهم للمطالبة بالحكم الرشيد وحسن التدبير وهي من صلب مكافحة الفساد. وأرجع فشل الإسلاميين في مكافحة الفساد إلى طبيعة العملية الديمقراطية التي تحكم المغرب التي وصفها بأنها "ديمقراطية شكلية" ولكون المال بيد واحدة، والتنافس المتبقي شكلي، والمخابرات والداخلية تتحكم في كل شيء.