حذر نائب برلماني مغربي من حركة تطبيعية مع اسرائيل وصفها ب "الفاعلة والمؤثرة" تجري في المغرب على عدة مستويات، وتقودها جهات سياسية وثقافية ومالية نافذة في البلاد. وكشف المقرئ أبو زيد الإدريسي عضو البرلمان المغربي للدورة الثالثة على التوالي والقيادي البارز في حزب العدالة والتنمية، النقاب عن تيار يتنامى داخل المغرب هدفه الترويج للتطبيع مع إسرائيل، مشيرا إلى أن هذا التيار يمتلك من عناصر القوة والفعالية ما يجعله خطرا حقيقيا يهدد المغرب، وقال "لقد وزعت بعض المدارس بالرباط مقررا باللغة الفرنسية لفائدة تلاميذ المستوى الخامس ابتدائي، وهو عبارة عن رواية تحمل اسم "موسيقى الأرواح"، هذه الرواية تصدر غلافها طفل يعزف على قيتار ويرتدي بدلة تحمل النجمة السداسية، التي كان هتلر يلزمهم بحملها، وتحكي معاناة طفل يهودي رفقة صديق له، مظهرة إياه في صورة المظلوم والمضطهد من قبل النازية وكل المجتمعات خاصة فرنسا، وهي إشارات إسرائيلية واضحة". واعتبر الإدريسي أن هذه الرواية ليست إلا جزءا من مسلسل تطبيعي يجري نشره في مختلف شرايين المجتمع وتشترك فيه مؤسسات رسمية، وقال في هذا الصدد "هذه الرواية تندرج في إطار مسلسل التطبيع ومحاولة تمريره جرعة جرعة، حيث أن لدينا في المغرب فئة متصهينة تقف وراء دس هذه السموم، فالبلد مهدد في عقاره وفي استثماراته وفي ثقافته، وهو عمل تشترك فيه حتى القناة التلفزيونية الثانية التي تجرع المغاربة يوميا برامج تطبيعية بأسبلوب عقلاني ذكي، مع تناول القضية الفلسطينية بطريقة عاطفية، وهذا ما يقوي من أهمية هذا التيار الفاعل الذي يعمل أفراده بصمت، حيث أنهم لا ينزلون إلى الشوارع، ولكنهم متمكنون في السلطة ولهم علاقات وثيقة بها، لكنهم لا يظهرون ولا يتحملون مسؤوليات وزارية تمكن من محاسبتهم أمام البرلمان، إنهم أشبه بالأشباح مندسون كالسم ولهم قوة ونفوذ خطير"، على حد وصفه. وذكر الإدريسي أن أمر التطبيع في المغرب قد تجاوز كل الحدود، وأنه أمر خطير للغاية، وقال "أخشى ويخشى معي كل العقلاء من خطورة هذا التيار، الذي دخل كل صغيرة وكبيرة،فعناصره جاءت باسم الاستثمار الخارجي، حيث أن القطاع الفلاحي مثلا دخلته شركات اسرائيلية متخفية بأسماء محلية، وأصبحت تدس كل مفاسدها التي ظهرت في مصر وتونس، وبدأت أصوات تعلو عن بروز بعض الأمراض الغريبة، إنهم يتحكمون في الكليات الزراعية ويتمتعون بدعم مالي في أي تعاون زراعي مع مؤسسات اسرائيلية، كما أنهم متغلغلون من الناحية الاستخباراتية والأمنية، وهذا أمر خطير يذكرني بما قاله رئيس المجلس الوطني الفلسطيني السابق عبد الحميد السايح للأستاذ عبد الاله بنكيران ذات يوم في أحد فنادق الدارالبيضاء: "لقد تساهلنا في أمر الدولة الإسرائيلية حتى أصبحت واقعا أمامنا، وأخشى أن تتهاونوا أنتم فتتحولوا إلى دولة اسرائيلية"، فالأمر خطير للغاية". وأشار الإدريسي إلى أن ما يعزز من هذه المخاوف أن الجبهة المقاومة للتطبيع ليست كبيرة، وأنها منحصرة في جزء من الحركة الإسلامية ممقثلة في حركة التجديد والإصلاح وبعض الرموز القومية بقيادة خالد السفياني الأمين العام للمؤتمر القومي العربي، وانتقد بشدة موقف جماعة العدل والإحسان من هذا الخطر، وقال بأنها "تعمل بجدية في قضايا حقوقية ذات صلة بنشاطاتها لكن عندما يتعلق الأمر بقضية خطيرة كهذه لا نجد لها دورا بارزا، على حد تعبيره.