أعلنت وزارة الداخلية التونسية فوز الرئيس زين العابدين بن علي بولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس الأحد جاء ذلك في الوقت الذي شككت المعارضة في نزاهة الانتخابات، معتبرة أن البلاد لن تشهد أي تغير في الأوضاع خلال السنوات الخمس المقبلة. "" ووفقا للنتائج الرسمية التي أعلنتها الداخلية فجر اليوم الإثنين فقد حصل رئيس حزب التجمع الدستوري الديمقراطي بن علي على نسبة 89.62% من الأصوات متقدما على كل من محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية 5.01% وأحمد إينوبلي الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي ب 3.80% (وهما مرشحان مقربان من السلطة) وأحمد إبراهيم الأمين الأول لحركة التجديد (يسار) ب1.57%، بحسب موقع "أخبار تونس" اليوم الإثنين. وكان قد دعي نحو 5 ملايين ناخب تونسي للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والتشريعية وقد بلغت نسبة مشاركة المقيمين في البلاد 89.40% كما بلغت نسبة مشاركة المواطنين بالخارج 90.25% وذلك في ثالث انتخابات رئاسية تعددية منذ استقلال تونس في عام 1956، بحسب"أخبار تونس". وانتخب التونسيون 214 نائبا في مجلس النواب الذي من المرجح أن يحصل الحزب الحاكم على نسبة 75% من مقاعده. وكان الرئيس بن علي حصل على نسبة 94.4% في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت عام 2004 وهي تقل عن نسبة الفوز التي حصل عليها في المرتين الأوليين والتي لم تنخفض فيهما عن 99%. وحسب الدستور التونسي فإن هذه هي الولاية الأخيرة التي يمكن لبن علي (73 عاما) الترشح لها، حيث لا يجوز الترشح لمن يصل أو يتجاوز ال75 من العمر، وكان الدستور قد تعرض للتعديل من جانب بن علي عام 2002 بعد إجراء استفتاء شعبي ألغى بندا كان يحدد عدد الولايات الرئاسية. المعارضة تشكك في المقابل، شككت المعارضة في نزاهة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وقالت إن البلاد لن تشهد أي تغير في الأوضاع خلال السنوات الخمس المقبلة، كما شكا بعض المعارضين والمستقلين من مضايقات عرقلت حملتهم الانتخابية. وفي هذا الإطار، قال أحمد نجيب الشابي مؤسس الحزب التقدمي الذي قاطع الانتخابات، إن تونس لن تشهد أي تقدم، معربا عن شكوكه في نزاهة الانتخابات. وأضاف الشابي في مقابلة مع إذاعة "راديو سوا" الأمريكية أن الحزب التقدمي التونسي انسحب من العملية الانتخابية لأن الحزب الحاكم أسقط الأحزاب الأخرى في الدوائر الكبرى ولم يبق إلا عدد قليل من الدوائر تمثل 20% من الناخبين التونسيين. وقال الشابي إن ما قامت به السلطات خلال الحملة الانتخابية يتنافى مع الشفافية، معتبرا أن أوضاع حقوق الإنسان في البلاد لن تتغير. وفي محاولة من السلطات التونسية، بحسب مراقبين، لتجميل الصورة وتكذيب توقعات المعارضة والمؤسسات الحقوقية بسير الانتخابات في أجواء غير نزيهة، ألقى بن علي مساء السبت خطابا تليفزيونيا قال فيه إنه حريص على نزاهة الانتخابات، محذرا من أنه سيواجه بصرامة "كل من يثبت تزويره إرادة الناخبين، وأيضا كل من يكيل تهم التزوير دون دليل"، كما هاجم المعارضين المنتقدين لنظام الحكم في بلادهم، واتهمهم بالاستقواء بأطراف خارجية.