قال الباحث المغربي أحمد عصيد إن هناك "خيطا رفيعا يجمع بين الحرية والمساواة والعنف" متسائلا عن مدى إمكانية تحقق المساواة بدون حرية، وكذا عن بداية العنف ونهايته في علاقته بالمساواة. "" وأكد عصيد، أمس الأربعاء بالرباط في ندوة نظمت حول موضوع "المساواة"، بمبادرة من بيت الحكمة ومؤسسة فريديريك إيبيرت، أن المساواة الكونية توحد العنصر البشري بينما الهوية تفرقه في إطار الاختلاف. وأشار عصيد، في هذه الندوة التي احتضنتها المكتبة الوطنية للمملكة المغربية إلى أن مفهوم المساواة اشتغل عليه فلاسفة النزعة الاشتراكية والفوضوية وتم توجيه النقد للمنظور الليبرالي بشعاره (دعه يعمل دعه يمر) الذي عمق انعدام المساواة. وذكر عصيد بأنه ابتداء من القرن الثامن عشر بدأ مفهوم المساواة يرتبط بالكرامة، ومن ثمة فجميع الأشخاص متساوون لا لشيء سوى لكونهم بشرا. وبعد أن كانت المساواة تعني قبل ذلك استحقاق كل شخص للمكانة التي يوجد فيها (الأسياد متساوون في ما بينهم والعبيد كذلك)، اضطر المفكرون إلى محاولة شرح التفاوت بين الناس مشيرين إلى الطبيعة البشرية نفسها، وكان من الطبيعي بالنسبة لهؤلاء المرور بما هو غريزي وطبيعي للوصول إلى ما هو مدني مرتبط بالمساواة. وأشار عصيد إلى أن كل هذا سيثمر تلك الترسانة الكبيرة من القوانين التي أصبحت تسمى بحقوق الإنسان مضيفا أن ذلك خلق وعيا بضرورة المساواة. ولاحظ أنه مع عولمة القيم في إطار العولمة ظهرت نزعات وطنية، حيث برز خطاب الخصوصية المطالبة بالمساواة في إطار مفهوم المواطنة، بمعنى أن يتم تحقيق المساواة داخل الدولة التي ينتمي إليها الشخص، دون أن تفرض هذه الأخيرة أي نمط سواء تعلق الأمر بالدين أو اللغة أو الثقافة أو العرق. وخلص عصيد إلى التساؤل حول إمكانية فهم الخصوصي في إطار الكوني وكيفية جعل الكوني يستوعب الخصوصي مؤكدا أن هذه هي "المعادلة التي يجب أن تحل كأحد مفاتيح الدخول إلى الحداثة وتحقيق أحد شروط تحقيق المساواة". وكان "بيت الحكمة"، الذي ترأسهخديجة الرويسي، نظم ثلاث ندوات الأولى حول الحرية، والثانية حول العنف، والثالثة حول قيمة المساواة.