"البحث عن المدهش دافعي إلى اختيار المغرب بلدا للاستقرار" فهو "البلد الذي يتغير بسرعة لا متناهية" هكذا قال الفنان التشكيلي البريطاني المقيم بالمغرب روجي دافيس . "" ويضيف دافيس ، الذي كان يبحث عند مغادرته لبلده الأم عن "رؤية جديدة" في الفن، "عشقي لمدينة الرباط ينبع بالدرجة الأولى من تلك الديمومة في الحركية والتحول بسرعة إلى فضاء ثقافي وجمالي يلهم الفنانين". و"هذا العشق لا يستند إلى فراغ أو أحكام جزافية"، يبرر روجي دافيس في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بل "يتأسس على تأمل ونظرة فنان عرف المدينة منذ 15 سنة خلت". وأضاف الفنان الإنجليزي أن الرباط "أضحت تضج بالحركة الثقافية، وتتغير بشكل ملفت للأنظار وخاصة من خلال ريشة الفنان الذي يحب التغيير المتجدد والمبدع". ويلتقط روجي دافيس "الثابت والمتحول والتباينات" بمدينة الرباط، على الخصوص، إلا أنه ليس "حبيس فتنة الرباط" بل يتوزع عشقه على مدن مغربية أخرى خاصة طنجة وسيدي قاسم وتمارة وأكادير. ولكن الرباط "تتمتع بجاذبية تستعصي على المقاومة" يوضح روجي دافيسعلى هامش معرض مشترك مع الفنانة التشكيلية المغربية ليندا موفاضيل بدار الفنون بالرباط. وتستمد الرباط "جاذبيتها" حسب دافيس من "ذلك البعد الثقافي وزخم المؤسسات الثقافية المرموقة" كم ا أنها "ملتقى للمثقفين والفنانين من جميع الأصقاع". ويرصد روجي دافيس ، الذي استقر بالمغرب منذ عام 1990، من خلال لوحاته المشاهد اليومية للناس وفي الطبيعة والمباني والحياة العادية بالأحياء (...) وغيرها من المظاهر التي "ترشح بهذا التحول الجميل". وتعبر اللوحات المعروضة بمعرض "في ملتقى النظرات" الذي سيستمر إلى 20 نونبر المقبل بدار الفنون بالرباط، بمشاركة ليندا مفضل، عن هذا الهم الذي يسكنه حيث نجد لوحات تحمل عناوين من قبيل "مهرجان بمناسبة المسيرة الخضراء"، و"كل شيء يجب أن يتغير" و"بائع السجائر بالتقسيط" و"التغيير من حولنا" و"ليست الاشياء دائما كما نراها حقيقة" و"النساء في الطليعة". يقول ديفيس في كتيب وزع في افتتاحية المعرض أمس الخميس، أن هذه اللوحات "تقبض على الأحاسيس والحركة الداخلية... "، مضيفا قوله "إنني أرسم مستقبل الأشياء التي شاهدتها والتي أثرت في شخصيتي وخلفت أحاسيس لدي"، مضيفا أن التقنية المستعملة في الرسم "تبقى في خدمة الموضوع، فالتقنية هي في المقام الأول حل للإكراهات قبل أن تصبح رؤية فنية". من جهتها، تناولت لوحات الفنانة المغربية ليندا مفضل مواضيع تعبر عن مضمون عنوان المعرض "في ملتقى النظرات". وهكذا حملت لوحاتها (حوالي 15 لوحة) عناوين من قبيل "جولة" و"سويقة" و"حافلة باريسية" و"شارع أوكسفورد" و"الانتظار" و"وقت المطر" و"ركن المتحف" و"القطار الأحمر ، المكتب الوطني للسكك الحديدية". وللوهلة الأولى، تبدو اللوحات الزيتية لليندا المفضل، وهي تشكيلية مغربية تقيم وتشتغل بين الرباط وباريس، أشبه بصور فوتوغرافية ولكن اللمسات الفنية تبدو واضحة. وتابعت ليندا مفضل، وهي من مواليد الرباط ، دراستها بأكاديمية شاربنتيي (1998- 1999) بباريس ، وبالمدرسة العليا للفنون الجرافيك ( 1994-1998). وأقامت عدة معارض شخصية منها: معرض بدار الفنون الرباط (2008) ومعرض أرتيتود (2005) بباريس .