قال وزير التجارة الدولية والاستثمار والمقاولات الصغرى البريطاني اللورد ميرفين دافيس، اليوم الخميس في لندن، إن "المغرب يعتبر أحد الأسواق الاستراتيجية الذي ترغب المملكة المتحدة في تعزيز علاقات تعاونها معه". وأكد اللورد دافيس، عقب مباحثات أجراها مع وزير التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة السيد أحمد رضا الشامي في إطار منتدى الحوار الوزاري الذي أرساه البلدان منذ سنة 2006، أن الشركات البريطانية "مستعدة لتعزيز علاقات شراكتها مع المغرب". وأضاف أن "المغرب يظل سوقا جذابة ودينامية ورائدة في منطقة شمال إفريقيا في مجال الليبرالية". وشكل هذا اللقاء، الذي انعقد بحضور سفيرة المغرب في المملكة المتحدة الشريفة لالة جمالة العلوي وسفير بريطانيا في المغرب السيد تيم موريس والعديد من الشخصيات من عالم الأعمال من بينهم مصطفى التراب وروبرت غراي اللذان يتوليان الرئاسة المشتركة لمجلس الأعمال المغربي البريطاني، مناسبة لتدارس عدد من المحاور المتعلقة بالتعاون الثنائي، خاصة في مجالات التربية والنسيج وصناعة السيارات وصناعة الطيران. كما أشار اللورد دافيس إلى أن هذا اللقاء "الممتاز والبناء" يأتي في أعقاب المؤتمر الدولي الأول حول فرص الاستثمار في المغرب المنعقد في نونبر الماضي بمانشن هاوس (مقرعمدة مدينة لندن). وسجل المسؤول البريطاني أيضا أن "البلدين لديهما قدرات كبيرة جدا تخول تعزيز مبادلاتهما الاقتصادية والتجارية"، معربا عن ثقته في أن الجهود المبذولة من الطرفين ستؤدي للرقي بالتعاون الثنائي إلى المستوى الذي تتطلع إليه كل من لندنوالرباط. وأشار المسؤول البريطاني إلى أن صناعة الطيران والتربية والخدمات المالية والصحة وصناعة السيارات من بين القطاعات التي حظيت باهتمام خاص خلال هذا الاجتماع. كما أبرز أنه تم التركيز على تدارس سبل تشجيع الشركات البريطانية على الاستثمار في المغرب، مضيفا أن البلدين اتفقا على عدد من المبادرات الملموسة التي يعتزمان القيام بها في غضون الأشهر القادمة. وتابع أن "المغرب والمملكة المتحدة واعيان بالفرص المتوفرة ويعملان في اتجاه إعطاء مضمون أكبر لعلاقاتهما القوية"، داعيا إلى تكثيف الاتصالات بين البلدين للمضي قدما نحو شراكة أكثر متانة. وقال المسؤول البريطاني إن "سنة 2010 ستكون سنة نجاح حقيقي بالنسبة لهذه الشراكة"، مؤكدا أن المغرب الذي يحقق نموا قويا على مستوى ناتجه الداخلي الخام، وبريطانيا التي تعد سادس قوة اقتصادية في العالم، سيجنيان ثمار هذه الشراكة الهامة بالنسبة للطرفين.
من جانبه، أكد السيد أحمد رضا الشامي، على عزم الرباطولندن، "تعزيز تعاونهما الاقتصادي"، موضحا أن المنتدى الثنائي يمكن من تحديد قطاعات التعاون بين كلا البلدين. وبهذه المناسبة، أعرب الوزير عن ارتياحه لكون المملكة المتحدة قد اختارت المغرب من بين عشر دول في العالم تعتبرها لندن محركا للنمو في المستقبل. وقال إن هذا يعني أن السلطات البريطانية ستولي المزيد من الاهتمام للمغرب بهدف تطوير المبادلات التجارية وتشجيع الاستثمارات. وأوضح الوزير أنه تم خلال هذا اللقاء بحث المؤهلات الكبرى التي يوفرها قطاع النسيج المغربي وفرص التصدير نحو السوق البريطانية. وقال إن إجراءات ملموسة قد تم اتخاذها لتشجيع الفاعلين البريطانيين في قطاع الطيران من أجل الاستثمار في المغرب، مذكرا بأن المملكة المتحدة تصنف الثانية عالميا في هذا القطاع. وأضاف أنه "إذا كان البريطانيون ينظرون إلى المغرب اليوم كوجهة سياحية ممتازة، فإننا نرغب في أن يعتبروا المملكة أيضا أرضية صناعية"، مؤكدا أن المغرب "بإمكانه أن يضطلع بالنسبة لأوروبا بنفس الدور الذي تقوم به المكسيك بالنسبة لأمريكا الشمالية". ومن جهة أخرى، أوضح السيد الشامي أن بورصة لندن ستشكل شريكا مميزا للمغرب الذي يحضر استراتيجية لتطوير بورصة الدارالبيضاء كمركز مالي دولي. وتعد المملكة المتحدة من بين أول ستة مستثمرين أجانب في المغرب. وقد قدرت الصادرات البريطانية نحو المغرب في 2008 ب`485 مليون جنيه استرليني، مقابل 9ر439 مليون جنية بالنسبة للواردات القادمة من المغرب.