أكد وزير الاقتصاد والمالية السيد صلاح الدين مزوار، أمس الإثنين بلندن، أن المغرب يتوفر على اقتصاد صاعد متين ضمن منطقة تتوفر على مؤهل قوي للنمو. "" وأوضح مزوار، عند تقديمه خلال المؤتمر السنوي الأول حول "الاستثمارات في المغرب" صورة بلد في أوج التطور والانفتاح يمنح فرصا هامة للأعمال بمختلف المجالات، كيف أن المملكة تمكنت من تسجيل نمو متواصل في ظل ظرفية دولية صعبة. وأكد مزوار، أمام حضور عريض يتكون من ذوي القرار السياسي ورجال الأعمال من مختلف المشارب، أن المغرب حقق ما بين 2000 و2008 نموا قويا ومتنوعا يرتكز على دعامات ماكرو-اقتصادية سليمة. وقال مزوار إن المملكة تبنت منذ بداية 2009 أجندة شرسة ومنسجمة للإصلاحات الهيكلية واستراتيجية استباقية مبتكرة وإرادوية، مكنت البلاد من الإبحار في مناخ دولي صعب، مبرزا الديناميات القوية للنمو الاقتصادي المغربي الذي سجل معدل نمو بقيمة 3 ر5 في المائة ما بين 2005 و2009 مقابل 2 ر3 في المائة ما بين 1998 و2000. وأوضح وزير الاقتصاد والمالية أن هذا النمو يبقى مدفوعا بطلب داخلي متنام ومدعم بواسطة تسارع وتيرة الاستثمارات. كما سجل المسؤول المغربي، في هذا الإطار، الارتفاع الجوهري للادخار العمومي الذي بلغ 4 ر32 في المائة خلال 2009 في مقابل 4 ر30 في المائة سنة 2000، وهي وضعية مكنت من ضمان تمويل أفضل للاقتصاد، يدعمه قطاع بنكي وسوق مالي في أوج انفتاحه. وأشار صلاح الدين مزوار إلى أن المغرب تمكن من الحفاظ على مستوى ضعيف ومستقر للتضخم، الذي استقر ما بين 1996 و2009 عند عتبة 8 ر1 في المائة فقط، في مقابل 2 ر6 في المائة ما بين 1990 و1995 . وعلى صعيد آخر، أشار المسؤول المغربي إلى التزام المغرب بالاستقرار الماكرو-اقتصادي والتجارة الحرة والاندماج الإقليمي. وتوقف أيضا عند الاستراتيجيات التنموية القطاعية التي تم تفعيلها من قبل المغرب; من بينها مخطط آزور(المخطط الأزرق) ورؤية 2020 ومخطط إقلاع ومخطط المغرب الأخضر. وبعد إشارته إلى أن المغرب، الذي يبقى عازما على الانخراط لفائدة الانفتاح الاقتصادي وتنويع علاقاته التشاركية، يمنح المزيد من وضوح الرؤية للمستثمرين، أكد عزم المملكة على تعزيز روابط التعاون مع بريطانيا. وقد عرف هذا المؤتمر السنوي الأول حول فرص الاستثمار المتاحة بالمملكة، المنظم بمبادرة من سفارة المغرب ببريطانيا، مشاركة أزيد من 400 مسؤول سياسي ومهني وشركاء اقتصاديين. ويوجد من بين المسؤولين البريطانيين البارزين، المشاركين في هذا المؤتمر المنعقد بمانشن هاوس، على الخصوص اللورد دافيس أوف أبيرسوش، كاتب الدولة المكلف بالصناعة والتجارة والمقاولات الصغرى وألديرمان أيان لودر، اللورد عمدة حي المال والأعمال والسير ستيفان رايت الرئيس التنفيذي للمصالح المالية الدولية بلندن والبارونة إليزابيت زيمونس أوف فيرنهام دين وزيرة التجارة الخارجية المكلفة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا سابقا. ويندرج المؤتمر في إطار الجهود التي يبذلها المغرب في أفق تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع المملكة المتحدة واستقطاب مزيد من الاستثمارات البريطانية نحو المغرب.