وافق مجلس الشيوخ الأمريكي، اليوم الخميس، على تأكيد تعيين دوايت بوش سفيرا مفوضا فوق العادة للولايات المتحدةالأمريكية بالمملكة المغربية، وذلك بعد أن اختاره الرئيس الأمريكي باراك أوباما سفيرا لواشنطن بالرباط في غشت الماضي. ويأتي تأكيد مجلس الشيوخ الأمريكي لتعيين دوايت بوش سفيرا للولايات المتحدة في المغرب خلفا للسفير السابق صامويل كابلان الذي قضى زهاء أربع سنوات ممثلا لبلاده في المملكة، وعوضته الدبلوماسية باتريسيا نيوتون مولير بضعة أشهر قبل تعيين سفير جديد. سيرة ذاتية ومهنية السفير الأمريكي الجديد بالمغرب متزوج من السيدة "أنطوانيت كوك بوش"، وله طفلان هما "دوايت بوش" الابن، وجاكلين بوش. وهو لا يفتأ يقر بفضل والدته عليه حيث قامت بدعمه معنويا حتى وصل إلى مناصب عليا في بلاده، خاصة بعد وفاة ولده منذ عدة سنوات. وبعد تخرج دوايت بوش من جامعة كورنيل الأمريكية، اشتغل حوالي 35 سنة اتسمت بتزايد المسؤولية وخبرات قيادية واسعة في مجالات إدارة الشركات والاستثمار، وكذلك في مجال حكامة الشركات والتعليم والمجال الخيري. وعلى مدى العشر سنوات الأخيرة كان "دواتي بوش" عضوا في مجلس أمناء التحالف العالمي من أجل اللقاحات، وهي شراكة بين القطاعين العام والخاص لتلقيح أكثر من 70 مليون طفل سنويا في أفقر البلدان في جميع أنحاء العالم. ويشغل دوايت بوش حاليا منصب رئيس مكتب الاستشارة المالية "دي إل بوش أند أسويييتس"، والذي يوجد مقره بواشنطن، كما عمل منذ سنة 2010، نائبا لرئيس المقاولة الأمريكية "أنتريميد" للبحث وتطوير المستحضرات الصيدلانية. وعمل بوش أيضا رئيسا مديرا عاما للمؤسستين البنكيتين "أوربان تروست بانك"، و"أوربان تروست هولدينغ"، ورئيسا ل"يو تي بي إيديكيشن فينانس"، من 2006 إلى 2008، كما شغل مناصب مسؤولية أخرى داخل العديد من الشركات ومقاولات الاستثمار. مصالح أمريكا والتطرف وحقوق الإنسان.. أولويات السفير الجديد لأمريكا المغرب لديه أولويات رئيسية في عمله كرئيس للدبلوماسية الأمريكية بالرباط، وهي الأولويات الحيوية التي أفصح عنها في كلمة له، منذ فترة، أمام أعضاء لجنة الشيوخ للعلاقات الخارجية. وأكد دويت بوش في مداخلته تلك أن "المصالح الأمريكية يجب الحفاظ عليها، والقوى العاملة الأمريكية في المغرب يجب حمايتها"، قبل أن يشدد على أن "حماية الأمريكيين والمصالح الأمريكية في المغرب تعد من أولى الأولويات بالنسبة له". وتابع دويت بوش متحدثا أمام مجلس الشيوخ بأنه "إذا كانت الإصلاحات السياسية والاقتصادية في غاية الأهمية، فإن تعزيز وحماية حقوق الإنسان يظل أمرا مهما كذلك"، مبرزا أن "حقوق الإنسان تعد القيمة الأساسية للولايات المتحدة، وستأخذ مكانا بارزا في التزامه مع المغرب" وفق تعبيره. واعترف السفير الأمريكي الجديد بأن "المغرب دشن مسارا إيجابيا، لكنه يواجه تحديات كبيرة، حيث يعاني الشباب المغربي من مستويات عالية من البطالة، التي يمكن أن تنتج إيديولوجيات متطرفة عنيفة"، مضيفا أنه "في الوقت الذي نجحت فيه الحكومة المغربية في متابعة الخلايا الإرهابية على مر السنين، نما شبح الإرهاب الدولي بشكل كبير في المنطقة". واعتبر بوش بأنه "لا يوجد بلد يكن صداقة أطول للولايات المتحدةالأمريكية مثل المغرب، باعتبار أنه كان أول دولة اعترفت بأمريكا"، مؤكدا أنه "رغم ذلك لا يمكن الاكتفاء بالصداقة القديمة، بل يتعين توطيد علاقة دينامية متزايدة عاكسة للأزمنة" على حد تعبير السفير الأمريكي.