لم يدُر في خلد كريم زاز، المدير العام السابق لشركة الاتصالات "وانا"، أن يتدحرج بسرعة الضوء من رجل أعمال "ناجح" لديه كل الامتيازات المادية والاجتماعية التي "يحلم" بها الكثيرون، إلى أن يتوسل النوم بأن يداعب جفونه في أول ليلة قضاها أخيرا في سجن عكاشة بالدار البيضاء. التهم التي وجهتها النيابة العامة إلى صاحب شركة MELTI CALL، وهو الذي كان راتبه الشهري يفوق ال20 مليون سنتيم دون الامتيازات الأخرى، ثقيلة إلى حد أن عقوبتها تصل إلى خمس سنوات سجنا نافذا في حال ثبوتها، حيث همت "التزوير واستعماله، وخيانة الأمانة، وتبييض الأموال، وتهريبها خارج المغرب والتلاعب بالمكالمات الخارجية". رجل الأعمال كريم زاز، الذي كان إلى وقت قريب من مهندسي الهولنديغ الملكي، وجد نفسه بين عشية وضحاها وقد ضاقت الحبال حول عنقه بعد الكشف عن حصوله على تحويلات مالية بلغت 45 مليون درهم و812 ألف درهم دفعة واحدة، إضافة إلى دفعات أخرى أقلها تجاوز مليون درهم. المهندس زاز، ذو الجنسية الفرنسية، والذي كانت الدنيا تقام له وتُقعد قبل سنتين لمنصبه الكبير ومكانته الاجتماعية المرموقة، تحول "بقدر قادر" من رمز للبورجوازية المغربية التي تراكم الأموال والثروات بكل الطرق المتاحة، إلى نموذج سيء لخيانة الأمانة لا يُنصح باتباعه لخطورة أفعاله إلى أن يقول القضاء كلمته الأخيرة في هذه القضية المتفجرة. لهذه الأسباب الظاهرة أمام العيان مما تناقلتها وسائل الإعلام، وغيرها من الأسباب التي توجد في ثنايا كواليس الملف الذي فاحت منه روائح "المال الحرام"، لا يستحق زاز إلا أن يتخلى عن "زازيته"، ويحل ضيفا ثقيلا على نادي "النازلين" لهذا الأسبوع إلى حين.