كل شيء بدأ من شهر مارس 2012، حينما رصدت الخلية المكلفة بمراقبة إرسال واستقبال المكالمات، المعروفة اختصارا ب"الريزو" داخل شركة "إينوي" إشارات مشبوهة ترسل من سطح عمارة بمنطقة مولاي رشيد بمدينة الدارالبيضاء. وضعت الشركة 20 شكاية في حق أشخاص من جنسيات مختلفة، تقول مجلة "الآن" لهذا الأسبوع، وتضيف أن هذه الجنسيات تتوزع بين ألمانية وصينية ومغربية، عندها تحركت آلية البحث والتقصي من قبل عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، فقامت بعملية المسح الكامل للمنطقة:"كانت الخطة تستوجب أولا وضع قاطني العمارة تحت مراقبة عناصر المكتب الوطني لمكافحة الجريمة الاقتصادية والمالية بالفرقة الوطنية"، يقول مصدر أمني لنفس المجلة، ثم يضيف:"كنا نتتبع خطواتهم، وبعد تحديد منزل محمد التويجري، أحد المتورطين في القضية، قررنا تتبع خطواته لاكتشاف الخيوط الأخرى لباقي الشبكة، لأننا كنا بصدد البحث عن عمل منظم".
بعد شهور من الترصد، قررت الشرطة مداهمة منزل محمد التويجري، الذي يوجد فوق سطحه "الريزو" ويستحدم كمقر اجتماعي لشركة SIART، ليتم حجز معدات آلية وحواسيب وبطاقات هاتفية لمختلف شركات الاتصالات في المغرب.
وقالت المجلة أيضا، أن التحقيق كان سريعا ليتحول إلى ملف إحالة بعدد صحفات بلغت 500 صفحة، حيث تم التحقق من أن شركة AH COM لمالكها أحمد أبو بدر، وهو قيد الاعتقال، تلقت ما مجموعه أربعة ملايين درهم و 262 ألف درهم، كما توصلت شركة أخرى مسجلة باسم SIART، يديرها شخص باسم نور الدين الزعيم ساسي، موقوف أيضا، بتحويل مالي بلغ ثلاثة ملايين درهم و849 ألف درهم، كما تمكن المحققون من الوصول إلى شخص آخر اسمخ عز الدين متوكل مسير شركة AID COM قام بتحويل مالي قدره 836 ألف درهم:"وبهذه الطريقة كانت الخيوط تضيق حول عنق نجم هذه المكيدة:كريم زاز، المدير العام السابق لشركة "إنوي" للاتصالات، وصاحب شركة MELTI CALL، إنه المتهم الرئيسي في هذه العملية، ومن ثم كان من الضروري أن قدر التحويل المالي نحو حسابه أكبر:45 مليون درهم و812 ألف درهم، عبر شركة اسمها "تليفونيا" يسيرها شخص يدعى عمر الفتح، مقيم بفرنسا، ومبحوث عنه من طرف مصالح الأمن الوطني، كما توصل زاز بقدر آخر ثلاثة ملايين درهم، وتحويل ثالث بقيمة مليون درهم وخمسمائة ألف درهم".