تتجلى فرادة الفنانين عامة وتميزهم في طبيعة عملهم، وكثرة التزاماتهم الفنية. ولكن مدى هذا التميز وأفق هذه الخصوصية يتسعان في شهر رمضان الفضيل. "" فأغلب الفنانين يميلون عادة إلى التوقف عن العمل للتأمل والتفرغ لممارسة الشعائر الدينية وممارسة النقد الذاتي، وكذا الإستعداد، بعد التزود الروحاني بما تيسر لهم خلال فسحة يتيحها الشهر الكريم، لرحلة جديدة في رحاب عوالم الفن والإبداع. ويتميز شهر رمضان المفضال عن باقي أشهر السنة بما يوفره من صفاء روحاني ونقاء وجداني، ومن مناسبة لتغيير نمط من الحياة سريع ومرهق بالنسبة للفنانين قد يفرض عليهم ظروفا يحاول جلهم التخفف من أعبائها في شهر الصيام. هذا ما أكده بعض الفنانين المغاربة، في تصريحات أدلوا بها لوكالة المغرب العربي للأنباء، مجمعين على استثنائية أيام شهر رمضان العظيم، ومدى التأثير الإيجابي الذي تخلفه في نفوسهم وفي سبل ممارستهم لشؤون حياتهم اليومية. يقول الفنان فتح الله المغاري إن شهر رمضان "ضيف كريم ينقلنا إلى عوالم روحانية جميلة"، مشيرا إلى أنه عكف على "إخراج سلكات قرآنية"، إذ أنه يجد نفسه خلال شهر التوبة والغفران هذا في حالة تفرغ تام للعبادة. ويعد فتح الله المغاري، الذي ينظم ويلحن ويؤدي بصوته، أحد أبرز كتاب الكلمات الذين تركوا بصماتهم في تاريخ الأغنية المغربية. فقد نقش إسمه بمجموعة من العناوين الخالدة في سماء الطرب المغربي الأصيل ك "كأس البلار" و"الله على راحة"، و"ضاعت لي نوارة" و"رجال الله"...إلخ أما بشرى إيجورك، إحدى المخرجات المغربيات الشابات التي تزاوج بين التمثيل والإخراج والكتابة، فهي تزاوج أيضا في شهر الصيام بين القراءة والكتابة، إلا أن "تلاوة كتاب الله العزيز تأتي في الصدارة" حسب قولها. وتقول بشرى إيجورك إنها بصدد قراءة رواية (جسر بنات يعقوب) وهي الرواية الثالثة للروائي والقاص الفلسطيني حسن حميد، التي يتحدث فيها الراوي عن كتاب قديم ورثه عن أجداده عثر عليه في خزانة كتب جده الرابع عشر، ويحكي قصة حياة المهاجر يعقوب وبناته الذين عاشوا بجانب جسر عتيق مبني على نهر الأردن. وتضيف يشرى إيجورك أنها تعيد قراءة رواية (مائة عام من العزلة) للكاتب الكولومبي جابرييل غارسيا ماركيز كما أنها بصدد إتمام كتابة سيناريو عملها الجديد (كولشي فات). أما الفنان محمد الغاوي، فاعتبر أن لشهر رمضان الكريم نكهة خاصة باعتباره فرصة للم الشمل والتجمع العائلي حول مائدة إفطار واحدة. وبخصوص أنشطته الفنية، قال محمد الغاوي إنه أحيى وسيحيي خلال هذا الشهر مجموعة من الحفلات بمختلف المدن المغربية من بينها سلا ومراكش وتطوان. واعتبر شقيقه الفنان عبد العالي الغاوي، من جهته، أنه انشغل خاصة بالحفل الفني الذي قرر فاعلون فنيون بمدينة سلا، وبتعاون مع رموز للموسيقى الوطنية، تنظيمه تضامنا مع الموسيقي سمير الدغوغي، الذي يمر بمرحلة صحية حرجة تستدعي مصاريف علاج باهظة. وأضاف عبد العالي الغاوي أنه بصدد إصدار ألبومه الجديد الذي أصبح جاهزا بعد تسجيل معظم الأغاني طيلة سبعة أشهر، فضلا عن قراءته حاليا لسيناريو فيلم سينمائي جديد.