وافقت المملكة المغربية على تصدير أول شحنة من الحشيش الطبي (THC) إلى سويسرا عبر شركة "ميدروفارم"، ووصلت الشحنة إلى مطار جنيف أمس الأربعاء، حسب ما أفادت به الشركة ذاتها في منشور لها على حسابها الرسمي على موقع "فيسبوك". وأكدت الشركة السويسرية أنها عملت بالتعاون مع سفارة زيوريخبالرباط، على مدار عامين، على تحليل سوق القنب الهندي بالمملكة، وأقامت شراكات استراتيجية مع المنتجين المحليين، ما أسفر عن توفير الحشيش الطبي بما يتماشى مع اللوائح التنظيمية ذات الصلة. وذكرت أن المغرب طالما كان مركزًا ثقافيًا للقنب الهندي على مدى عقود من الزمن، حيث ساهم الموسيقيون والفنانون من جميع أنحاء العالم في شهرة الحشيش المغربي عالميًا. ومع ذلك، كانت عملية الإنتاج محاطة بهياكل غير قانونية، إلا أن المغرب بدأ يستفيد الآن من معرفته العميقة بزراعة القنب لتأسيس صناعة مستدامة ومنظمة وذات جدوى اقتصادية. واعتبرت "ميدروفارم" أن تصدير أول شحنة من الحشيش الطبي من المغرب يحمل إشارة قوية للدول ذات الثقافة التقليدية في زراعة القنب الهندي بأن تنظيم هذا القطاع يخلق فرص عيش للمرضى والمنتجين، ولسوق القنب العالمية عموما. وحسب بيان تناقلته وسائل إعلام سويسرية، أكد باتريك ويدمر، مؤسس شركة "ميدروفارم"، أن "الحشيش الطبي المستورد من المغرب سيتم طرحه للبيع في أستراليا وبريطانيا في المرحلة الأولية، على أن تشمل المراحل اللاحقة دولًا أخرى"، وقال: "يوجد حاليًا 200 كيلوغرام من الحشيش الطبي في المغرب سيتم تصديرها تدريجيًا إلى سويسرا، حيث سيتم التقدم بطلبات للحصول على تصاريح النقل إلى دول أخرى". وأضاف: "منذ أكثر من 25 عاما، وبعد رحلة إلى المغرب، كانت لدي رؤية لتحويل هذا التراث الثقافي المغربي إلى منتج طبي وإحضاره إلى أوروبا"، موردا: "إن حقيقة أننا نحقق أول عملية تصدير اليوم تثبت أن السوق المنظمة ممكنة مع كل آثارها الإيجابية على المنتجين والمرضى وقطاع إنتاج القنب العالمي". من جهتها، ذكرت كلوديا زيريس-ناوث، الرئيسة التنفيذية للشركة سالفة الذكر، أن "المملكة المغربية مرتبطة ارتباطا عميقا بنبات القنب الهندي"، واعتبرت أن "الانتقال بإنتاجه من سوق غير منظمة إلى صناعة خاضعة للرقابة الصيدلانية يعد تقدما كبيرا سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية، فمن خلال الحشيش الطبي نضع معايير جديدة لصناعة القنب الصيدلانية".