من المصطلحات الدارجة في الشارع المغربي خلال شهر رمضان كلمة "الترمضين" وتعني الاستعداد التلقائي للشخص الدخول في سباب وعراك مع الآخرين لأسباب تكون في غالب الأحيان واهية . "" ومما يؤسف له أن هذه الظاهرة المشينة التي تسيء للأجواء الروحانية وللأخلاق والآداب العامة تكثر في هذا الشهر الفضيل ، حتى إن كثيرا من الجاهلين يعتبرون الصوم سببا مباشرا في ظهور هذه السلوكات التي لا تقبلها النفوس المستقيمة . فالصوم مدرسة عظيمة لتدريب النفوس على الصبر والتحمل ،ومن هذا التحمل تحمل الجوع والعطش وكذلك الصبر على الناس وتحمل آذاهم. فالذي يعتقد أن الله عز وجل يدخر له ثوابا عظيما ليوم القيامة لا يعرف مقداره إلا هو سبحانه مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه عز وجل :"كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به". لا شك أن من يعرف حقيقة هذا الحديث ،وتطبيقه في واقعه حتما سيصبر وسيعتبر كل لحظة صوم لحظة للمغفرة و الرحمة وخطوة نحو تحقيق التقوى من أجل الفوز بالجائزة الكبرى لهذا الشهر الفضيل وهي العتق من النار, ولقد رأيت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه:"إذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أو قاتله أحد فليقل إني امرؤ صائم"معجزة وهو الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة والتسليم . وكأنه يتحدث عن زماننا هذا الذي كثرت فيه هذه السلوكات . فالشخص الذي يستيقظ قبيل العصر وقد نام الفترة الصباحية كلها، ثم يبدأ في ترقب غروب الشمس لحظة لحظة فحتما سيكون بحال سيئة تساهم في خلق هذه النزاعات .فالفطر نفسه ثمرة تقطف عند أوانها وهو غروب الشمس وكذلك التقوى ثمرة عظيمة تقطف بعد صيام وقيام ومجاهدة وصبر. كم سيكون محروما من لم يعرف حقيقة الصيام فملأ أيامه بالملهيات والخصومات أو بالمعاصي والعياذ بالله ، كم سيكون محروما يوم العيد يوم توزع الجوائز على الفائزين في رمضان.جوائز المغفرة والعتق من النار يوم الفرحة الكبرى، فالعاقل من استغل هذه الفرصة العظيمة للتطهر من جميع ذنوبه لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" فالعمر قصير ، والفرصة قد لا تتكرر. فنسأل المولى عزوجل أن يجعلنا ممن يصومون رمضان ويحيون أيامه ولياليه ويعمرونها بما يحبه ويرضاه، ويتقبل أعمالنا ويعتق رقابنا من النار .’آمين والحمد لله رب العالمين. alislah.org