دعا صحافيون مغاربة جريدة "العلم" التابعة للوزير الأول عباس الفاسي إلى الاعتذار للمغاربة ، بعد أن نشرت مقالا يتهم الصحافيين المغاربة بشن حملة معادية ومنظمة ضدنظام القذافيتسبّبت في الأزمة المغربية - الليبية الأخيرة. وقالت "العلم" أنه : "يصعب التكهن بالسبب الحقيقي الذي دفع المسؤولين في الشقيقة ليبيا إلى الإقدام على هذا القرار (دعوة محمد عبد العزيز)، ولكن يمكننا أن نتحدث عن احتمالات عديدة أهمها الحملة الصحافية المعادية المنظمة التي استهدفت رئيس هذا البلد الشقيق باسم حرية الصحافة والتعبير". "" وحمّلت الجريدة الناطقة باسم حزب الاستقلال مسؤولية الأزمة المغربية-الليبية الأخير إلى الصحافيين "الذين وقفوا وراء الحملة الاعلامية المخطط لها، إذ قد يفهم المراقب ردة فعل مسؤول تعرض إلى حملة عنيفة". وأضافت الجريدة التي تأسست في1946 والتي لا تتعدى مبيعاتها اليوم بضع مئات من النسخ "لا يهمنا أن ندخل في التفاصيل المتعلقة بأشياء أخرى، ولكننا نعتبر دوما المصلحة العليا لبلادنا فوق كل المساومات الصغيرة، ففي الشقيقة ليبيا يوجد أكثر من 250 ألف مغربي، وقضية وحدتنا الترابية تجتاز ظروفا دقيقة ومن واجبنا ومن صميم مسؤوليتنا صيانة مصالح بلدنا، لا أن نضرب بالحجارة في جميع الاتجاهات، ولا أن نختار من نضربه بهذه الحجارة لحساب طرف ما". ونقلت يومية "القدس العربي " اللندنيةعن علي أنوزلا مدير يومية "الجريدة الأولى" دعوته ل"الحفاظ على مشاعر المغاربة"باعتذار "العلم"، لقرائها عن المديح المطول والمستفز للديكتاتور الليبي". ووصفت جريدة " المساء" موقف "العلم" ب"الخطوة الغريبة" وقالت "كأن جريدة حزب الوزير الأول تجرعت إهانة القذافي للشعب المغربي". وفي سياق ذي صلةكتب رشيد نيني مدير يومية "المساء" في عموده الشهير "شوف تشوف " :" لكي يغطي عباس الفاسي على هذا الموقف الجبان للدبلوماسية المغربية ، لم تجد جريدة "العلم " لسان حزب الاستقلال الطويل ، من مشجب تعلق عليه الأزمة المغربية الليبية سوى الصحف المغربية.. ". وأضاف نيني " هذا ما يسميه المغاربة " طاحت الصمعة ، علقوا الحجام ". بدوره اعتبر جمال بودومة في عموده "البلاد التي " بيومية " الجريدة الأولى " أن مقال "العلم" :" رسالة بائسة إلى العقيد القذافي ،تثبت درجة "البؤس " التي وصلت إليها الدبلوماسية المغربية ". وتسائل بودومة في ختام مقاله " كيف ننتظر من حكومة يرأسها شخص لم يفعل أي شيئ لجبر الضرر الذي ألحقه شخصيا بثلاثين ألف شاب ، أن يتكفل بمستقبل 250 ألف من "الخوشبيش "..في إشارة من بودومة إلى المهاجرين المغاربة بليبيا. يذكر أن جريدة "العلم" تخصصت مؤخرا في مدح النظام الليبي ، ففي غمرة الموجهات القضائية بين الصحف المغربية المستقلة والرئيس معمر القذافي ، نشرت "العلم " تقريرا ايجابيا مطولا عن ليبيا ونظامها السياسي. ونشرت "العلم" أيضا في 12غشت الماضي مقالا بصفحتها الأولى بعنوان "كاتب ليبي يدعو الجزائر إلى فتح حدودها مع المغرب" وكأن سيادة المغرب وممارسة صلاحياته الخارجية في فتح حدوده مع بلد آخر تحتاج لرأي كاتب ليبي، أو استعانة بمجهود صُحف "خضراء". أحد الصحافيين المغاربة الذين عملوا لسنوات طويلة بجريدة "العلم " ، قال ل "هسبريس " إن " العلم" تحولت إلى "فوطة" متسخة بيد عباس الفاسي وعبد الله البقاليالمعروف بزياراته المتكررة للجماهيرية الليبيةبوصفه نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب ، كما تربطه علاقات متينة ب "صحافيين رسميين " ليبيين.