رغم التساقطات المطرية والثلجية الأخيرة التي استمرت لأيام استقرت أرقام الوضعية المائية في المغرب عند نسبة ملء إجمالية للسدود تناهز 28 في المائة، وفق ما أبرزته بيانات رسمية. وكشفت البيانات المحيّنة من طرف المديرية العامة لهندسة المياه، التابعة لوزارة التجهيز والماء، "استقرار" النسبة الإجمالية عند 27,63 في المائة بحلول اليوم الأحد؛ ما يؤشّر على انخفاض بنسبة 0.04 في المائة مقارنة ببيانات أمس السبت، و28 في المائة قبل أسبوع (الأحد 2 فبراير الجاري). وتختزن حقينة مختلف المنشآت المائية من السدود الكبرى والمتوسطة والتلّية ما مجموعه 4 مليارات و652 مليون متر مكعب، مقارنة ب 3 مليارات و684 مليون متر مكعب في اليوم نفسه السنة الماضية؛ أي ما مثّل حينها نسبة ملء لا تتجاوز 22,85 في المائة. وحسب استقراء من هسبريس لتفاصيل البيانات الرسمي فإن جميع الأحواض المائية، وعددها تسعة بمختلف أنحاء المملكة، سجلت ارتفاعاً خلال الأشهر والأسابيع القليلة الماضية في نسبة حقينة سدودها، في ظل استمرار لافت للوضع المائي "الحرج" في كل من حوض "أم الربيع" (4.98 في المائة) وحوض "سوس ماسة" (أقل من 17 في المائة). كما يتبيّن من أرقام "بوابة مغرب السدود" أن منحى النسبة الإجمالية لملء السدود في المغرب سائر في طريق الانحسار، مقابل معدلات ونسب ملء كانت تحسّنت نسبياً خلال أشهر فصل الخريف الماضي وإلى غاية نهاية سنة 2024، حسبما لاحظته هسبريس. وحسب الأحواض المائية فإن حوض "زيز كير غريس" بمنطقة الجنوب الشرقي للمملكة يتصدر قائمة نسبة ملء السدود الموزعة على الأحواض التسعة للبلاد، مسجلا نسبة ناهزت 50 في المائة، متبوعاً بحوض تانسيفت في جهة مراكشآسفي ب45.57 في المائة، الذي لا يبتعد كثيرا عن حوض اللوكوس بالشمال الغربي، ب45.09 في المائة. أما أحواض "أبي رقراق" و"سبو" وكذا "ملوية" فإنها مازالت تسجل نسب ملء "متقاربة"، متراوحة ضمن نطاق ما بين 36 و38 في المائة؛ فيما يظل حوض "درعة واد نون" عند مستوى ملء إجمالي لسدوده يقدر ب 30.77 في المائة. وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية أشارت في إفادات سابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية إلى أن تنبؤاتها الأخيرة تؤكد سيناريو "توقعات استمرار الأجواء مشمسة خلال النهار وبرودتها خلال الليل، خصوصا بالمناطق الجبلية، مع تكوّنات ضبابية بالسهول والسواحل"، في ظل استقرار لأحوال الطقس عموماً بدرجة حرارة "عادية" يعرفها المغرب خلال هذه الفترة من كل سنة. وكانت مناطق مغربية عديدة تقع في النصف الشمالي للبلاد عرفت نهاية الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الجاري تساقطات مطرية وثلجية معتبرة، تركزت بالأساس بالشمال الغربي، بالموازاة مع انتصاف فصل الشتاء بالمملكة. "تحسن طفيف" لفرشات الماء في سياق متصل رصدت وزارة التجهيز والماء، عبر موقعها المتخصص للحفاظ على الموارد المائية وبياناتها (الما ديالنا)، حدوث "تحسّن طفيف في بعض الفرشات المائية، مع تأثير إيجابي للأمطار والثلوج (الأخيرة) على المياه الجوفية"؛ ورغم أنها سجلت "أهمية الأمطار في إعادة تغذية المياه الجوفية"، إلا أنها شددت أيضا على "الحاجة إلى ترشيد استغلال الموارد المائية الجوفية لضمان استدامتها على المدى الطويل". وأكدت البوابة الرسمية ذاتها أن "بعض الفرشات المائية في المناطق التي عرفت تساقطات مطرية وثلجية شهدت ارتفاعًا طفيفا في مستوى المياه الجوفية خلال هذه السنة الهيدرولوجية"، عازية ذلك بشكل أساسي إلى "انخفاض عمليات الضخ وزيادة تسرب مياه الأمطار إلى باطن الأرض". وبالأرقام أضاف المصدر ذاته شارحا هذا التحسن أن "بعض الفرشات المائية عرفت زيادات مختلفة في منسوب المياه الجوفية، إذ بلغت الزيادة في 'فرشة الرمل' 0.28 متراً، بينما عرفت 'فرشة بوحمد' ارتفاعًا أكثر وصل إلى 2.08 متر؛ أما الفرشة المائية للغرب فشهدت زيادة بمقدار 0,60 متر، وهو الارتفاع نفسه الذي سجلته 'فرشة المناصرة'". وطال الانتعاش الفرشة المائية "سايس" بارتفاع إضافي بلغ 0.30 متر، بينما سجلت "فرشة كلميمة" زيادة تقدر ب 0,58 متر. وبالنسبة للفرشة المائية للحوض الطبقي "الرشيدية بودنيب" فمنسوبها ارتفع ب0,55 متر. أما فرشة "أنكاد" (الشرق) فسجلت أقل نسبة ارتفاع مقارنة بباقي الفرشات، بزيادة 0,13 متر.