علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصدر مطلع في نقابات التعدين الأهلي بموريتانيا، أن وحدات من الجيش الجزائري داهمت، أول أمس، مجموعة من المنقبين عن الذهب من سكان مخيمات تندوف، التي تديرها جبهة "البوليساريو"؛ بينما كانوا يمارسون أنشطة التنقيب داخل التراب الجزائري، وصادرت سيارة تابعة لهم قبل أن يفر المنقبون إلى الأراضي الموريتانية. وأوضح المصدر الموريتاني، الذي تحدث إلى هسبريس في هذا الشأن، أن "المنقبين الذين ينتمون إلى مخيمات تندوف فروا إلى موريتانيا سيرا على الأقدام بعد تدخل الجيش الجزائري، متوجهين إلى مناطق محاذية لتلك التي يمارس فيها المنقبون الموريتانيون أنشطة التعدين الأهلي على مستوى منطقة الشگات"، مؤكدا أن "مصير المنقبين الفارين ما زال مجهولا إلى حد الساعة، إذ تواصلت عائلاتهم مع منقبين موريتانيين للاستفسار عنهم؛ لكن لم تتوفر أية معلومات عنهم حتى الآن". وتنتهج السلطات الجزائرية سياسات صارمة تجاه أية أنشطة تنقيب يمارسها سكان مخيمات تندوف داخل أراضيها، إذ تعتبر ذلك استغلالا لمواردها الطبيعية، حيث تعكس هذه السياسات حذر الجزائر وتوجسها من أية أنشطة أو ممارسات قد تعزز مطالب تراها متعارضة مع سيادتها وأمنها القومي، خصوصا في ظل تعقيدات قضية الصحراء المغربية على المستوى الإقليمي. وسبق للجيش الجزائري أن قصف، في ماي الماضي، منقبين "صحراويين" وآخرين يحملون الجنسية الجزائرية كانوا ينقبون عن الذهب في منطقة "إكيدي" جنوب مخيم الداخلة، الذي تشرف عليه جبهة "البوليساريو" داخل الحدود الجزائرية؛ ما أسفر عن مقتل ثلاثة شباب من سكان مخيمات تندوف، وفقا لما أكدته مصادر مطلعة لجريدة هسبريس الإلكترونية. ويثير انخراط سكان المخيمات في أنشطة التنقيب، والذين يعيشون أوضاعا إنسانية قاسية تدفع الشباب منهم إلى ممارسة أنشطة خطرة لكسب قوت يومهم، قلق المنقبين الموريتانيين أنفسهم، إذ يشتكون من مزاحمة الأجانب؛ بمن فيهم "الصحراويون"، لهم في أنشطة التعدين الأهلي، وهو نشاط يمنعه القانون الموريتاني على غير الموريتانيين. ويرى المنقبون في موريتانيا أن ممارسات المنقبين القادمين من مخيمات تندوف، الذين يتسللون إلى الأراضي الموريتانية عبر الجزائر في ظل ضعف مراقبة الحدود، تمثل منافسة غير شرعية واستنزافا لثروات بلادهم من قِبَل الأجانب. وقد سبق أن طالبوا الجيش الموريتاني بالتدخل لضبط الحدود وإقامة نقاط أمنية لمنع تسلل "الصحراويين" إلى التراب الموريتاني.