"" كشفت وثائق سرية أن المُعارض المغربي المهدي بن بركة ، عملا جاسوسا لتشيكوسلوفاكيا مع بداية 1961 ، حيث سرب معلومات ووثائق حصل عليها من مكتب التوثيق الخارجي ومكافحة التجسس الفرنسي إلى المخابرات التشيكوسلوفاكية. وذكرت مجلة "ليكسبريس الفرنسية" في عددها الأخير أن المهدي بن بركة الذي تعرض يوم 29 أكتوبر من عام 1965 للاختطاف في وضح النهار وسط العاصمة الفرنسية ، عمل جاسوسا للمخابرات التشيكوسلوفاكية ابتداءا من أبريل 1960 حيث تم تجنيده من قبل عميل للمخابرات التشيكوسلوفاكية بالعاصمة الفرنسية باريس والتي لجأ لها المعارض المغربي بعد توثر علاقاته مع الملك الحسن الثاني. وتضم الوثائق التي حصل عليها صحافي ومؤرخ تشيكي يدعى "بيتر زيديك" أكثر من 1550 صفحة نشرت بعضها مجلة "ليكسبريس الفرنسية" في تحقيق خاص بمنابسة عددها 2922 بتاريخ الخميس 5 يوليوز 2007. وصرح "بيتر زيديك" للمجلة الفرنسية أن "بن بركة" اشتغل لحساب المخابرات التشيكوسلوفاكية تحت اسم "الشيخ" وكان يمدها بالكثير من التقارير والمعلومات والتي كانت بدورها ترسل للمخابرات السوفيتية الشهيرة "كي جي بي". وكشفت الوثائق أن بن بركة كان يتقاضى راتبا شهريا من المخابرات التشيكوسلوفاكية وقدره (1500فرنك فرنسي في الشهر) ابتداءا من ربيع 1961، وكان بنبركة يقدم إلى المخابرات التشيكوسلوفاكية وعلى فترات متباعدة تقارير ووثائق حصل عليها من مكتب التوثيق الخارجي ومكافحة التجسس الفرنسي والذي تحول في 1982 إلى المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي. وحسب الوثائق ذاتها ، فقد تلقى بن بركة إبان زياراته المتكررة للعاصمة براغ دورات تدريبية على يد المخابرات التشيكوسلوفاكية ، كان آخرها في مارس 1965 أي قبل سبعة أشهر من اختطافه بباريس حيث لم يعد بعد ذلك أي أثر لجسد ابن بركة، مما حمل على الاعتقاد بأنه تعرض للاغتيال. وتتهم المخابرات المغربية والفرنسية وأوساط إجرامية بالضلوع في هذه القضية، إلا أنه لم يتم أبدا الكشف عن تفاصيل هذه القضية بشكل كامل.