اندلعت احتجاجات غاضبة، الأربعاء، في مناطق عدة في سوريا بعد تداول فيديو يظهر اعتداء على مقام ديني علوي في حلب (شمال)، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود، فيما أكدت وزارة الداخلية أن المقطع "قديم ويعود لفترة تحرير" المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تظاهرات حاشدة خرجت في مناطق بالساحل ووسط البلاد، بعضها ذات غالبية علوية. وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس إن تظاهرات خرجت في طرطوس واللاذقية وجبلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وأفاد المرصد بوقوع احتجاجات في مناطق من حمص (وسط)، حيث ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الشرطة فرضت حظرا للتجول بين السادسة مساء والثامنة صباحا. وقال المرصد: "انتشر اليوم شريط مصور كالنار في الهشيم، يظهر اعتداء مسلحين على مقام أبو عبد الله الحسين الخصيبي في منطقة ميسلون بمدينة حلب، قبل أيام، ومقتل 5 من خدم المقام وتم التنكيل بجثامينهم، وخربوا المقام وأضرموا النيران داخله". وأكدت وزارة الداخلية في الحكومة الانتقالية أن "الفيديو المنتشر هو فيديو قديم يعود لفترة تحرير مدينة حلب"، مشيرة إلى أن الفعل "أقدمت عليه مجموعات مجهولة". وحذّرت الوزارة في بيان من أن "إعادة نشر" المقطع هدفها "إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة"، مشددة على أن "أجهزتنا تعمل ليل نهار على حفظ الأملاك والمواقع الدينية". من جهته، قال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن التاريخ الدقيق لتصوير الفيديو غير معروف. وأضاف أنه تم تصويره في وقت سابق من هذا الشهر، بعد أن شن مقاتلو المعارضة، بقيادة "هيئة تحرير الشام"، هجوما خاطفا وسيطروا على المدن الكبرى، منها حلب، في الأول من دجنبر وأطاحوا بالأسد بعد أسبوع. ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق بشكل مستقل من اللقطات أو تاريخ تصويرها. وكان الأسد يقدم نفسه دائما على أنه حامي الأقليات في سوريا حيث الغالبية سنية.