في الوقت الذي كان فيه ممثلو ساكنة المدينة العتيقة، المعنيين بقرار الترحيل الذي تشرف عليه صوناداك لإنشاء المحج الملكي، يحتجون أمام مقر ولاية الدارالبيضاء انبرت القيادية الاستقلالية ياسمينة بادو بعيدا عن المحتجين رغم أنهم ينتمون إلى دائرتها البرلمانية التي تمثلها في مجلس النواب. ياسمينة بادو أكدت في تصريح لهسبريس أن هؤلاء السكان هم بالفعل ينتمون لدائرتها البرلمانية، قبل أن ترفض الإجابة عن سؤال حول موقفها من الوضعية التي يعيشها هؤلاء السكان الذين تطالبهم صوناداك بأداء مبلغ 20 مليون سنتيم من أصل 24.5 مليون لاقتناء شقة في أقصى ضواحي ولاية الدارالبيضاء الكبرى بإقليم النواصر. البرلمانية الاستقلالية وعضوة مجلس المدينة، التي جاءت لمؤازرة فريقها في المجلس في الدورة العادية لمجلس المدينة لشهر فبراير، وهو الموعد الذي افتتحه العمدة محمد ساجد ورفعه بعد عدم اكتمال النصاب القانوني، كما قيل، فضلت الكف عن الكلام واضعة يدها على فمها رافضت الإدلاء بأي كلمة إضافية حول موقفها من المبالغ المالية التي تطالب بها صوناداك الساكنة. عبد الرحيم الكحيلي، رئيس فريق العدالة والتنمية المشارك في التحالف المسير لمدينة الدارالبيضاء، بدى واضحا في اتخاذ موقف واضح مساند لسكان مشروع المحج الملكي.. وقال الكحيلي في تصريح لهسبريس إن اجتثاث سكان منطقة المدينة العتيقة، المعنيين بالترحيل لإنجاز مشروع المحج الملكي، من الأحياء التي يسكنون بها بمبالغ زهيدة ومطالبتهم بتسديد مبلغ عشرين مليون سنتيم أمر غير مقبول ولا يقبله عقل. وأوضح ذات المتحدث أن معالجة هذا الملف يجب أن يأخد بعين الاعتبار الشق الاجتماعي، وإعمال مقاربة تشاركية وإيجاد حلول تأخذ بعين الاعتبار الوضعية المادية لهذه الأسر المتضررة.. بينما رفع المحتجون شعارات عبروا من خلالها عدم قدرتهم المادية على تحمل أداء 20 مليون سنتيم أو رفع قرض من المصارف. وقالت إحدى المتضررات المشاركات في الوقفة "من أين لي بتوفير 1700 درهم شهريا لتسديد الأقساط الشهرية للبنك لمدة 25 سنة؟".. وأضافت "هناك امر آخر لم يأخذه المسؤولون بعين الاعتبار... بأي حق حسم المسؤولون في أمر ترحيلنا وإبعادنا خارج مدينة الدارالبيضاء صوب الضواحي البعيدة، وأداء نفس المبالغ التي تؤدى في السكن الاقتصادي لدى الشركات العقارية... هل أخذوا بعين الاعتبار مصالحنا وعملنا.... " مستطردة بحسرة كبيرة "...لا أعتقد ذلك!!.." يشار إلى أن أداء مبلغ 20 مليون سنتيم يعني السكان المتفرعين المقيمين في نفس السكن مع أسرهم في المدينة القديمة، والمعنيين بمشروع المحج الملكي بالدارالبيضاء.. بينما يشار إلى أن سنة 1996 كانت قد عرفت الشروع في ترحيل ما يناهز 350 عائلة إلى حي النسيم، من طرف شركة صوناداك في إطار مشروع إقامة المحج الملكي الذي يربط مسجد الحسن الثاني بوسط المدينة. وقد وصل عدد الأسر التي تم ترحيلها إلى هذا الحي حوالي 2500 أسرة من أصل 12 ألف أسرة.