من المرتقب أن يحل وفد تجاري أمريكي، يضم مسؤولين في القطاع الفلاحي على مستوى الولايات، وممثلين عن 50 شركة ومجموعة تجارية بالولاياتالمتحدة، بداية الشهر القادم بالعاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية، الدارالبيضاء، في مهمة تجارية تنظمها وزارة الزراعة الأمريكية، تهدف إلى تعزيز الصادرات الزراعية والمنتجات الغذائية إلى المغرب وأسواق دول غرب إفريقيا. وحسب بيان لوزارة الزراعة الأمريكية سيترأس دانيال وايتلي، مدير دائرة الزراعة الخارجية بالوزارة، هذا الوفد، إذ أكد أن "هذه المهمة التجارية توفر فرصة حاسمة للشركات الزراعية الأمريكية لدخول السوق المغربية الديناميكية، والاستفادة من الموقع الإستراتيجي للمغرب للوصول إلى الأسواق الإفريقية الأوسع"، مضيفًا: "نحن ملتزمون بتسهيل هذه الروابط الحيوية وتوسيع الصادرات الزراعية الأمريكية". وأشار المصدر ذاته إلى أن المغرب يعد من أكبر أسواق التصدير بالنسبة للمنتجات الزراعية الأمريكية، إذ يحتل المرتبة الثانية في إفريقيا، فقد تجاوزت مبيعات المنتجات الغذائية إلى المملكة المغربية حوالي 619 مليون دولار العام الماضي، وهو ما يمثل قرابة 16% من حصة الصادرات الموجهة إلى القارة الإفريقية؛ كما ذكر أن الصادرات الفلاحية الأمريكية إلى المغرب تضاعفت منذ دخول اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين حيز التنفيذ سنة 2006. وتؤكد الوزارة الأمريكية أن المغرب يشكل مركزًا توزيعيا رئيسيًا للقارة الإفريقية، كما يعد مستوردا رئيسيا للسلع الأساسية والوسيطة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، إذ توفر إمكانياته في معالجة الأغذية فرصًا جديدة لبيع المنتجات الموجهة للمستهلكين، وأوضحت أن الفرص المتاحة للمصدرين الأمريكيين على هذا المستوى تشمل قطاعات مختلفة، مثل اللحوم والألبان والحبوب والمأكولات البحرية والبطاطس البذرية وغيرها. وخلال هذه المهمة التجارية، التي ستجري في الفترة من 2 إلى 5 ديسمبر المقبل، سيجري ممثلو الشركات الأمريكية اجتماعات مباشرة مع مستوردين محتملين من المغرب ودول غرب إفريقيا الأخرى، بما في ذلك كوت ديفوار وغامبيا والسنغال. وسيضم الوفد عددًا من المسؤولين الزراعيين على مستوى الولاياتالأمريكية، من بينهم مايك بيم، وزير الزراعة في ولاية "كانساس"، ودوغ غورينغ، مفوض الزراعة في ولاية "داكوتا الشمالية"، وماثيو لوهر، وزير الزراعة والغابات في ولاية "فرجينيا"، وراندي رومانيسكي، وزير الزراعة والتجارة وحماية المستهلك في ولاية "ويسكونسن"، إلى جانب مسؤولين من إدارات الزراعة في ولايات أخرى. وتؤكد بيانات رسمية صادرة عن مكتب الممثل التجاري الأمريكي أن إجمالي حجم تجارة السلع والخدمات بين الرباط وواشنطن بلغ سنة 2022 أكثر من 6.8 مليارات دولار، إذ بلغت الصادرات الأمريكية إلى المغرب حوالي 4.5 مليارات دولار، فيما بلغت الواردات 2.3 مليارات دولار، محققة فائضًا في الميزان التجاري الأمريكي مع المغرب بأكثر من ملياري دولار. جدير بالذكر أن البلدين وقعا منتصف يونيو من عام 2004 اتفاقية للتجارة الحرة دخلت حيز التنفيذ في الأول من يناير عام 2006؛ وتضمنت إزالة الحواجز الجمركية بين البلدين، ما ساهم في ارتفاع فائض تجارة السلع الأمريكية مع المغرب بشكل كبير، إذ انتقل هذا الفائض من 79 مليون دولار فقط عام 2005 إلى أكثر من 1.8 مليار دولار سنة 2011، واحتلت السوق المغربية مراكز متقدمة في أسواق تصدير السلع والمنتجات الأمريكية.