ألا يعلم ذاك الغبيّ أننا جيلًا بعد جيلٍ قد أدّينا القسَم أن لا نخون الوطن وأن الصحراء خطٌّ أحمر لا يُقتَسَم وأن الحديث عن أرضنا، عن عِرضِنا، عن جزء منا قد سقيناه بعَرَقٍ، وسقيناهُ بدم، وليست قطعة كعكٍ أو قطيعا من غنم وأن كل شِبْرٍ من أرضنا مقدّس قداسة مكة والحرم من يوقظ جيران البؤس من الحُلم؟ من يشرح لعساكر بلا جماجم كالصّنم أن كل خطوة يخطونها ضدّنا هي جحيمٌ ونَدَمْ؟ من يصبُّ في جماجم متاحف باريس أن المغرب في صحرائه وأنّ الصحراء في مغربها جفّت الصُّحف ورُفعَ القلم طالَ الكلام مع نظامٍ بائسٍ بلا هويةٍ ولا تاريخٍ كباقي الأُمَمْ طال الحديث مع عصابة جاءت من العَدَم عساكِرٌ نهبوا ثروات شعبهم بلا مبادئَ ولا أخلاقٍ ولا قِيَمْ مصيركم إلى زوالٍ كما جِئْتم من عَدَمْ والبادي يا كراغلةُ هو من ظَلَمْ