سابحا يعرضُ حماقاتِه لم يلتفت إلى أحدٍ كي يداريَ جرحهُ عن الأنظارْ.. حطبٌ يأكلُ بعضَهُ ورسائلُ شاختْ من فرطِ الانتظارْ.. كان الظلامُ يغطي وجهَ المدينةِ والكلماتُ حيْرى بين الدهشةِ والحصارْ.. تشابكتْ بلا موعدٍ أسرابُ الظلالِ وبقايا المَحْوٍ فمن أين للأرضِ أن تُخصبَ والكونُ مثْقلٌ بالسؤال؟.. هو ذا الطفلُ يُسابق الريحَ مثل الفراشاتِ وحيداً يتّكِئُ على عمْرِهِ يُرمّمُ جدارَ الَحرْفِ حين الحرفُ تَماهى في البياضات.. يا أيّها النّاهِضُ من رماد الوقتِ.. يا من يُصغي لدبيبِ الصّمْتِ.. أعزلَ من كلِّ الوَصايا يا من يرسُم الضّبابَ.. نوافذَ عاليةً تُطلُّ على العدمْ إلى أين تمضي وسُلالةُ اليُتْم تفرش لكَ المكانَ حجراً حجرْ؟ وإلى متى ينامُ البَرْدُ في عينيكَ ويرْتَدُّ صداكَ نشيدا يُسقى بدمْعِ النّدَم؟.. ... هذا مسارُك الأبديُّ حكايةً أهْمَلتها اللّيالي وباتتْ عزْفا بلا وتَرْ.. قال والخرابُ يتناسلُ كالفطْرِ مازال في العمْرِ ما يكفي لُمواصلة المَوت.. شكرا شكرا لمَن قبّلَتْ عصاهُ عِظامي.. ها صفحةٌ سوداءُ تنْحتُ وجَعا في المكانِ.. ليس لي غيرُك يا وطني من أجلكَ أجوع أعرى أغيب في الغمامِ.. علا الصوت فقيل: أليْس هذا ربيعُ المواسمِ أيْقظ الحاكمَ من غفْلتهِ؟ ألَمْ ترَ الصمتَ يتسلّلُ بين الأنقاضِ يبحثُ عن ضالّتِهِ؟.. قلتُ «إن غدا لناظره لقريب « هي صرخةُ واحدةٌ تكفيني نظرةٌ في الرخامِ تقوّيني وإنْ متُّ على عجَلٍ ذاكرةُ الرّمادِ تُحييني..