حز في نفس مسؤولين ومراقبين جزائريين ما يقوم به الملك محمد السادس حاليا من أنشطة ومبادرات تنموية واقتصادية في الدول الإفريقية التي بدأ زيارتها بمالي يوم الثلاثاء الماضي، حيث وصفوا زيارته للمنطقة ب"المريبة وغير البريئة"، حاثين الحكومة الجزائرية على أن لا تظل مكتوفة الأيدي أمام مبادرات العاهل المغربي. وبدورها تساءلت صحف جزائرية عن مرامي الزيارات التي يقوم بها الملك محمد السادس للدول الإفريقية، خاصة جمهورية مالي، مادامت المملكة لا يمكن أن تفيد السلطات هناك بحل مشاكلها الاجتماعية والاقتصادية، كما أن البلاد تفتقد لما مسته الثقل الدبلوماسي الذي يمكنّها من تسوية مشاكل مالي مع الحركات المسلحة التي تهدد بالانفصال عن الدولة المركزية في باماكو. إبراهيم بولحية، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة السيناتور، لم يجد حرجا في أن يتهم ضمنيا المغرب بكونه يبحث بطرق ملتوية عن مكان له في منطقة الساحل، مبرزا أن "الدول والشعوب الإفريقية تعرف طبيعة زيارة ملك المغرب لها، وتعرف محاولاته". وزاد بولحية أن "الدول الإفريقية تعرف ما تقدمه الجزائر، التي كانت داعمة لها عندما كانت مستعمرة، وبعد نيلها الاستقلال"، مشيرا بالهمز واللمز إلى المغرب عندما قال إن "الجزائر لا تشتري المواقف أو تبحث عن موطئ قدم بالطرق الملتوية". ومن جهته ذهب محلل جزائري يدعى بلحبيب عبد الله، إلى أن توقيت زيارة الملك لهذه الدول الإفريقية، خاصة مالي، ليست بريئة بالمرة، لأنه "في علم السياسة لا يوجد توقيت بريء، سواء في القرارات والأجندات الداخلية أو الخارجية". وطالب الأستاذ الجامعي، في تصريحات نقلتها صحف جزائرية، من حكومة بلاده بأن لا تظل مكتوفة الأيدي مع الحراك المغربي، حيث قال "من الضروري بذل جهد أكبر لنا في مالي ودول جنوب الصحراء التي تعد بعدا إستراتيجيا للجزائر". ورأى المحلل ذاته بأن الزيارة الملكية للدول الإفريقية تبغي تحقيق عدة أهداف بحسب زعمه، منها "صرف الأنظار عن المشاكل التي يواجهها المغرب المتعلقة بخصوص مسألة حقوق الإنسان في الصحراء"، و"إعادة حلفاء قدماء أو البحث عن حلفاء جدد"، زيادة على "محاولة التشويش على الدبلوماسية الجزائرية".