لم تكن الأوساط الجزائرية الرسمية لتنظر بعين الرضى للجهود التي يبذلها المغرب للنهوض بعلاقاته مع كثير من الدول الإفريقية، خصوصا الجولة الحالية الهامة التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس إلى كثير من الدول الإفريقية. الصحافة الجزائرية كانت مشتعلة في أعدادها ليوم أمس بردود الفعل الغاضبة والمتهمة للمغرب. فقد شككت مقالات صحافية في إرادة المغرب في سعيه لإيجاد تسوية سياسية للأزمة في مالي، وقالت إنه «من التساؤلات حول الزيارات المريبة لملك ومسؤولي المغرب وتزامنها مع الأزمة السياسية والأمنية التي تشهدها المملكة زيادة على محدودية مواردها ما يعني عدم قدرة المغرب على إفادة السلطات المالية لحل مشاكلها الاجتماعية والاقتصادية، والأكثر من ذلك أن المغرب ليس له الثقل الديبلوماسي الذي يمكنه من تسوية مشاكل بحجم تلك التي تواجهها السلطات المالية». وذهب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمن الجزائري السيد ابراهيم بولحية بعيدا جدا حينما شكك في نوايا الجولة الملكية، وقال في تصريح للصحافة «إن الجزائر لا تشتري المواقف أو تبحث عن موطئ قدم بالطرق الملتوية وستبقى تناصر القضايا العادلة». ويزيد المسؤول البرلماني الجزائري من حدة الاستهداف والعداء وحتى القذف حينما يقول إنه «يستبعد أي تأثير لجولة جلالة الملك الحالية على دور الجزائر في مالي من منطلق أن غايات الجزائر وعلاقاتها بمالي غير طبيعة العلاقة التي يسعى إلى بنائها المغرب» ويضيف «لا أعتقد أن مالي سلعة تباع وتشترى».