تباحث رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، أمس الثلاثاء بمالابو، مع رئيسة مجلس الشيوخ الغينية الاستوائية، تيريزا إيفوا أسانغونو، وذلك في إطار زيارة عمل إلى غينيا الاستوائية على رأس وفد برلماني مهم. وناقش الطرفان، خلال هذه المباحثات التي جرت بحضور سفير المغرب بمالابو غلام ميشان، القضايا ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما تعزيز التعاون الثنائي والبرلماني. وبهذه المناسبة أشادت إيفوا أسانغونو بجودة العلاقات بين المملكة المغربية وغينيا الاستوائية، وكذا بالروابط الأخوية والوثيقة التي تجمع البلدين. وبعدما ذكرت بالطابع الإستراتيجي للعلاقات المغربية-الغينية الاستوائية العريقة نوهت رئيسة مجلس الشيوخ بجهود المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، من أجل تعزيز التعاون مع غينيا الاستوائية، وأشارت إلى أن التعاون النموذجي بين البلدين يهم عدة مجالات، ولاسيما التجارة والدفاع والطيران والسياحة والتعليم العالي، مؤكدة، في هذا الصدد، أن انعقاد اللجنة المشتركة المقبلة سيتيح تدارس السبل الكفيلة بمواصلة تطوير العلاقات الثنائية. وعلى المستوى البرلماني سجلت إيفوا أسانغونو أن التوقيع سنة 2022 على مذكرة تفاهم بشأن إحداث آليات للتعاون والتشاور يعكس الأهمية التي يوليها المجلسان لتوطيد التعاون بينهما، وكذا التزامهما بتعزيز الحوار والتشاور البرلمانيين. من جانبه أكد ميارة أن العلاقات بين البلدين تاريخية وأخوية، مبرزا أن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، يولي اهتماما خاصا لتطوير التعاون مع غينيا الاستوائية، وذكر، في هذا الصدد، بالزيارة الرسمية التي قام بها الملك إلى غينيا الاستوائية في أبريل 2009، وتم خلالها تعزيز الترسانة القانونية للعلاقات بين البلدين، من خلال التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات المتعلقة بمجالات مختلفة، كالفلاحة والهيدروكربونات وإدارة الموانئ والمالية. وفي معرض تسليطه الضوء على عمق الروابط المغربية-الغينية الاستوائية أبرز رئيس مجلس المستشارين دعم غينيا الاستوائية الثابت للوحدة الترابية للمملكة، وكذا فتح قنصلية عامة لها بالداخلة سنة 2020. كما لفت ميارة إلى أهمية تعزيز التواصل والتنسيق الإستراتيجي بين البلدين في مختلف المحافل متعددة الأطراف، من قبيل الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة. وعلى المستوى البرلماني نبه المسؤول ذاته إلى أن الدبلوماسية البرلمانية تكتسي أهمية بالغة في تعزيز العلاقات بين البلدين، بغية تعميق التفاهم والحوار بين ممثلي شعبي البلدين، وكذا تقريب وتوحيد الرؤى ووجهات النظر حول العديد من القضايا الثنائية ومتعددة الأطراف. وبعدما استحضر التجربة البرلمانية المغربية واختصاصات مجلس المستشارين شدد ميارة على دور الغرفة الثانية، من خلال مكونها الاقتصادي، في دعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين وتطوير المشاريع الاقتصادية المشتركة. وعلاوة على ذلك أجرى رئيس مجلس المستشارين مباحثات أيضا مع رئيس مجلس النواب، سالومون نغويما أوونو، جدد خلالها التأكيد على التزام برلمان المملكة المغربية بمواصلة توطيد روابط التعاون مع برلمان غينيا الاستوائية بما يخدم المصالح العليا لكلا البلدين. ويضم الوفد المغربي، على الخصوص، نور الدين سليك، رئيس فريق الاتحاد المغربي للشغل، ومحمد عموري، عضو فريق الاتحاد العام لمقاولات المغرب. وفي أعقاب هذه الزيارة التي تمتد ليومين سيترأس ميارة الاجتماع التشاوري ال 11 لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، الذي سيعقد يومي 26 و27 شتنبر الجاري في مالابو.