نظّمت جمعية الارتقاء بالشبكات المهنية البينيَّة والمقاولات، الشهيرة اختصارا بAPRIE، ندوة دولية، بمقرّ المعهد الوطني للعلوم للتطبيقيّة INSA في مدِينَة Rouen الفرنسيّة، طيلة يوم أمس الجمعة، من أجل التباحث بخصوص السبل الكفيلة بالرفع من التعاون الاقتصادي الثنائي ما بين جهة نُورمَاندِي العليَا الفرنسية والجهات المغربيّة.. إذ حضر الجلستين الصباحية وبعد الزوالية فاعلون اقتصاديون وسياسيون، زيادة على متخصّصين بعدد من المجالات المهنيَة. الموعد، وهو الذي استغرق الإعداد له قرابة ال6 أشهر وفق تصريحات المنظّمين، خلص إلى توصيات من المنتظر أن تعمل APRIE، وفقا لخلاصات الندوة المنعقدة، على تتبّع تنفيذها بمعيّة كافة الشركاء الذين واكبوا المبادرة.. وقالت سليمة الناصري، رئيسة جمعية الارتقاء بالشبكات المهنيّة البنيّة والمقاولات، إنّ ما تمّ التوصّل إليه عبر تعميق النقاش وانفتاحه "لا يمكن له إلاّ أن يكون خطوة هامّة في سبيل البصم على شراكات مبنيّة على مبدأ رَابح رَابح لفائدة جهات المغرب، من جهة، ونورمَاندِي العليَا، من جهة ثانية.. خَاصَّة وأنّ المتدخّلين أبَانوُا عن الجدية وعبّروا عن الانخراط بالشكل الذي تستلزمه المرحلة". الندوة التي نشّطها سفيان صابير، الناطق الرسمي باسم الAPRIE، قالت ضمنها النّاصري إنّ استضافة قادمين من المغرب والسهر على ملاقاتهم مع فاعلين بجهة نورماندي العليَا، مع انتقاء محاور النقاش وتوفير المناخ الجيد لتبادل الأفكار والمدارك والتجارب بين الطرفين، جاء لخدمة هدف مزدول يكمن في فتح النقاش بخصوص الآليات العمليّة الكفيلة بضمان رقي الطرفين اعتمادا على مؤهلاتهما، زيادة على تمتين العلاقات الثنائية الرامية لخلق التنمية.. "المشاريع لا تتوَلّد لوحدها، لذلك تروم جمعيتنا تشكيل شبكة ذات حضور كمي ونوعيّ تكون مبنية على استراتيجية تخدم تبادل المنافع.. نحن مع توفّر اتحاد يسهّل المبادلات ويخلق قوة مالية جهوية تحرّك المواهب والكفاءات" تورد ذات المتدخلة بكلمتها. نِيكُولاَ مَايُور رُوسِينيُول، رئيس جهة نُورمَاندي العليا، قال إنّ المغاربة مرحّب بهم بالمنطقة، تماما ككلّ من تهمّه نُورمَاندي العليا وما تتوفّر عليه.. مبرزا، ضمن مداخلة له بالندوة الدولية لAPRIE، أنّ المجال الطاقي يعني الكثير بالحيّز الترابي لتدبيره، وذلك إلى جوار الصناعات المختلفة التي تمس عددا من الميادين المتنوّعة، لكنّه يبقَى "الأفق الاستراتيجي بالنورمَاندِي" وفق تعبير رئيس الجهة الذي أثار أنّ "المشاهدة الحيّة هي الوحيدة التي تمكّن من التعرف على ديناميّة المناطق"، دون أن يغفل استحضار ما تلعبه Rouen على مستوى الاستثمار في مجال الأبحاث والموارد البشريّة وكذا استقبالها لأسماء مغربية في هذا المضمار. نيكُولا ذكّر الحاضرين بموقع Rouen كسادس جهة مصدّرة بفرنسا رغما عن كونها تحتل المرتبة ال14 وطنيا في ترتيب التعداد السكانيّ، مردفا أن الحديث عن المبادلات مع هذه الجهة لا يعني بالضرورة تصديرها للمنتجات بقدر ما قد يعني تفعيل الحريكة في الاتجاهين بغية البصم، أيضا، على توفير استيرادات تفي بالحاجيات المستلزمة بالنُّورمَاندِي، والاستقطاب والجلب والتعاون.. "نحن نبحث عن التميّز، ولو كان هذا التميّز بالمغرب فإنّنا سنتحرّك لجلبه نحونا.. فالمغرب واحد من شركائنا الأساسيّين بفعل وجود اتفاقية تعاون تجمعنا، ولا يستوجب منا الأمر غير تقوية وتعزيز هذه الشراكة". مَايُور رُوسِينيُول، وهو المدبّر ل "جهة إِيكُولوجيّة"، بها مليونا نسمة من الفرنسيّين بمسؤوليته على ميزانية سنوية من 850 مليون أورو واستثمارات لمجلس الجهة بمليار أورو، قال بندوة APRIE، التي أثنَى على ما عرفته من نقاشات، إن نورمَاندِي العليا "ستعمل، انطلاقا من الدخول الجامعيّ المقبل، على استقبال مرغوب فيهم، ضمن مجالات معينة من الفنون والأبحاث، حتى ينالوا الدعم المالي من المجلس الجهويّ بغرض تقوية المهارات والقدرات". أمّا الكلمة الرسميّة للسفارة المغربية بفرنسا، وهي التي ألقاها مساعد للسفير شكيب بنمُوسَى، حملت اعتذار كبير الدبلوماسية المغربية بباريس عن الحضور ل "انشغالات مهنية طارئة"، وقد اعتبرت أنّ الندوة الملتئمة بINSA مدينة Rouen هي تقوية للعلاقات المتميزة التي تربط المغرب بفرنسا، بشكل عام، ونورمَاندِي بشكل خاص.. مذكرة بموقع فرنسا كشريك اقتصادي أول للرباط ب8 ملايير أورو من المبادلات، زيادة على كونها متصدرة لائحة العائدات السياحية للمغرب وكذا أولى الوجهات التي تحوّل منها أموال مغاربة العالم نحو الوطن الأمّ.. داعية إلى العمل الدائم لتجديد التعاون بنفس مستقبلي يصل إلى مستوى "رَابح رَابح". كّاثرِين مُورِين دُوسَايِّي، من موقعها كمنتخبة برلمانيّة أوروبيّة وكحائزة على عضوية اللجنة البرلمانية المغربية الفرنسية للصداقة، قالت إنّ "موقع المغرب ما بين إفريقيا وأوروبا، تماما كما هو موقع ما بين المسيحية والإسلام أو ما بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسّط، يجعله محط رغبة الإتحاد الأوروبي في توطيد العلاقات مع الدول الجيران"، وزادت بالندوة الدولية لAPRIE، التي حضرتها هسبريس وستنشر مضامينها بالتفصيل صوتا وصورة لاحقا، : "المغرب على رأس المستفيدين من قروض الاتحاد المفعّلة في إطار سياسة الجوار"، مذكرة بعدها بالمؤهلات المغربية على مستوى البنيات واللوجستيك مع استعداده للتوفّر على محورين طرقيّين، يهمّان 150 مليون نسمية ويخترقان 55 مدينة مغاربيّة، الأول أطلنتي من نواكشوط للرباط، والثاني متوسطي من العاصمة إلى طرابلس.. معتبرة أنّ هذا المعطَى الوالج إطار تجديد البنيات من شأنه تسهيل المبادلات مع أوروبا. الموعد الذي بصمت عليه APRIE عرف أيضا إثارة جُونْ لوِيس بِيلُوِي، مدير INSA-Rouen، لمشروع الجامعة المتوسّطية للعلوم التطبيقية التي أتت بادرتها من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر المغربيّة، باعتبارها في طور البلورة والنقاش على مستوى مجموعة ال5+5، حتّى يكون المشروع جاهزا في شهر يونيو المقبل حتى يرى النور في شتنبر من العام الجاري بفاس.. فيما تدخّل عزيز الشرقاوي، رئيس لجنة العلاقات الخارجيّة بمجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز لإبراز الدور الذي تلعبه المراكز الجهوية للاستثمار في تسهيل مهام المستثمرين الأجانب الراغبين في الاستثمار بالمغرب. عروض أخرى شملتها ندوة جمعية الارتقاء بالشبكات المهنية البينيَّة والمقاولات، ومنها ما بسطه حميد بنبراهيم الأندلسي، رئيس GIMAS والمندوب العام لSAFRAN Maroc، بخصوص أوراش صناعات الطيران التي تشهدها المملكة وما يتمّ توفيره للرساميل الخارجية الوافدة بغرض الاستثمار ضمن القطاع، زيادة على مداخلة رضا بنجلون بشأن الاستثمار في قطاع اللُّوجستِيك، وفِيلِيب أودلِين، مدير التكنُولُوجيَات بTHALES، الذي قدّم عرضه بخصوص أداء مصنعي الطيران بنورمَاندِي العليا، وكذلك التطرق لمجال صناعة السيارات، بذات الجهة، من لدن رئيس GIE EVEREST مَارسيَال بلحَاش.. وعشرات التدخلين الآخرين المغنين للنقاش.