درجة الحرارة تنزل تحت الصفر بدرجات في تورنتو..الجو بارد جدا، غير أن حرارة الأجواء المغربية أحالت صقيع المكان إلى فضاء ساخن وحيوي، حيث تحرص العائلات المغربية بهذه المدينة الكندية على الالتقاء أسبوعيا بالمدرسة المغربية. إنها "المدرسة المغربية" في مدينة تورنتو الكندية، حيث يتبدد من خلالها شيء من هموم الهجرة، وضنك متطلبات الحياة الكندية بالنسبة للكبار، ويتألق الأمل في تطعيم الأطفال شيئا من روح الوطن. نشأت المدرسة المغربية بتورنتو سنة 2009 بمبادرة عدد من عائلات الجالية، بهدف تدريس اللغة العربية وأساسيات الدين الإسلامي للأطفال، كما أفضت جهود مغاربة تورونتو إلى تأسيس فضاء جميل للتواصل والمبادرة. وتضافرت جهود المدرسين والطاقم الإداري في "المدرسة المغربية"، والمتطوعين أيضا على خلق أنشطة ومناسبات، جعلت من كل لقاء عرسا مغربيا مفعما بلوعة الشوق للوطن وحرارة الذكريات. ثلاثة أقسام لتدريس مبادئ اللغة العربية والتربية الإسلامية، بالإضافة إلى حصة إضافية لتحفيظ القرآن الكريم، ذلك هو البرنامج الطموح للإبقاء على صلة وصل بين أطفال نشئوا في أجواء كندية صرفة وثقافة البلد الأم المغرب. وبين هذا وذاك حديث بالدارجة لدعم الحصيلة التواصلية للأبناء حين يرجعون لزيارة بلدهم. أما الآباء فلهم لقاءات خاصة حيث تقام مباريات لكرة القدم داخل القاعة بين الرجال، مما يتيح أجواء ممتعة من المنافسة والإبداع، ناهيك عن إحياء ذكريات جميلة عن أجواء التباري بين فرق الأحياء بالوطن، فيما تجتمع الأمهات للحديث والدردشة عن هموم الهجرة والحنين للبلاد، كما تكون فرصة لتبادل التجارب وتلاقح الأفكار. أما في المناسبات الخاصة كالأعياد، فتقام حفلات حسب ظروف الطقس داخل القاعة أو في الفضاء الطلق حيت كؤوس الشاي والحلوى المغربية تؤثث أجواء الأفراح المغربية الأصيلة التي طالما انتظرها أفراد الجالية المغربية بكندا بفارغ الصبر.