في مشهد أعاد الأمل إلى النفوس، شهدت مناطق نفوذ وكالة الحوض المائي كير زيز غريس تساقطات مطرية رعدية غزيرة أمس واليوم، بعدما طال انتظارها، جاءت لتنعش الموارد المائية في منطقة طالما عانت من شح المياه. وفي تصريح حصري لهسبريس، كشف مولاي امحمد سليماني، مدير وكالة الحوض المائي لكير زيز غريس بالرشيدية، تفاصيل هذا الحدث المناخي الهام وآثاره الإيجابية على المنطقة، مشيرا إلى أن كمية الأمطار المسجلة بلغت مستويات مبشرة. وقال سليماني إن التساقطات المطرية المسجلة وصلت مقاييسها إلى 43 ملم بعالية حوض تودغى بإقليم تنغير، و35 ملم بعالية حوض غريس بإقليم الرشيدية، معلقا بأن "هذه الكميات رغم أنها قد تبدو متواضعة، إلا أنها تمثل نعمة حقيقية لهذه المناطق التي أصبحت تعاني من إجهاد مائي". وفي سياق حديثه عن الآثار الإيجابية لهذه التساقطات، ذكر المسؤول الجهوي ذاته أنها ضخت واردات مائية مهمة بلغت 8 ملايين متر مكعب في سدود تودغى، الحسن الداخل، قدوسة وتيمقيت، موضحا أن "هذه الزيادة في مخزون السدود ستساهم بشكل كبير في تحسين إمدادات المياه للمناطق المعنية خلال الأشهر القادمة". وأبرز مولاي امحمد سليماني أنه تم تسجيل حوالي 20 مليون متر مكعب كحجم للحمولات في وادي غريس، مؤكدا أن "هذه المياه لن تذهب هدرا، إذ يتم تحويلها إلى المدارات السقوية في واحات غريس وكلميمة والجرف وتافيلالت عبر شبكة من السدود التحويلية، على رأسها سد مولاي إبراهيم". وعن الآثار الإيجابية على القطاع الزراعي، قال مدير وكالة الحوض المائي لكير زيز غريس: "نتوقع أن تمكن هذه المياه من سقي أكثر من 12 ألف هكتار في المناطق المذكورة. مما سينعكس إيجابا على الاقتصاد المحلي ودخل المزارعين". وأضاف: "لا تقتصر فوائد هذه الأمطار على السطح فقط؛ فهي تساهم أيضاً في تغذية الفرشات المائية بالمنطقة، خاصة السطحية منها"، وأوضح أهمية هذا الأمر بالقول إن "هذه الفرشات المائية هي شريان الحياة للفلاحين الصغار في الواحات الذين يعتمدون عليها في سقي محاصيلهم".