شهدت عدة مناطق بإقليمي زاكورة وتنغير، بجهة درعة تافيلالت، منذ بداية الأسبوع الماضي، كميات مهمة من التساقطات المطرية، كما عرفت مجموعة من الأودية والشعاب حمولة غير مسبوقة، دون تسجيل أي خسائر مادية. وفي هذا الإطار لفت حساين ابرغوز، فاعل جمعوي بجماعة تزارين، إقليم زاكورة، إلى أن هذه التساقطات المطرية المهمة التي عرفتها المنطقة أنعشت آمال الفلاحين والرحل بالجهة، موضحا أنها ستعيد الحياة إلى المراعي وستؤثر إيجابيا على الفرشة المائية التي تراجعت في السنوات الأخيرة بشكل خطير، وفق تعبيره. وذكر المتحدث ذاته في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية أن إقليم زاكورة، وخصوصا حوض المعيدر، في حاجة ماسة إلى سد كبير، باعتباره الحل الوحيد من أجل تجاوز أزمة الماء بالمنطقة، على المدى المتوسط والبعيد، مشيرا إلى أن بناء سد بمدخل تزارين أصبح أمرا ضروريا لكونه سيجمع مياه مجموعة من الأودية الكبرى والشعاب، وسيعيد الحياة إلى الأراضي الفلاحية بجميع مناطق حوض المعيدر ونواحيه، على حد قوله. "الجفاف من المشاكل التي تهدد المنطقة"، يقول ميمون صالحي، فلاح بجماعة ألنيف بإقليم تنغير، مستدركا: "على المسؤولين استغلال مياه الأودية التي تصب في أراض خالية بالحدود المغربية الجزائرية ولا يستفيد منها أبناء المنطقة"، مشددا على أن "الأمل الوحيد المتبقي هو بناء السدود، وإلا فإن السكان سيعلنون الرحيل الجماعي نحو المدن". وطالب المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، الوزارة المكلفة بقطاع الماء بضرورة الإسراع في إحداث سدود كبرى بالمنطقة من أجل إنقاذها من شبح العطش والجفاف، وزاد: "على الدولة أن تقوم بإحداث سدود وعدم التساهل مع من يحاول عرقلة أشغالها..طلبنا هذا نريد أن يصل إلى الملك محمد السادس قصد إعطاء تعليماته إلى من يهمهم الأمر من أجل إعطاء المنطقة ما تستحقه من أهمية". مولاي أحمد السليماني، ممثل وكالة الحوض المائي لكير زيز غريس، أوضح أن "جهة درعة تافيلالت استفادت في السنوات الثلاث الأخيرة من نصيبها من الميزانية الخاصة ببناء السدود على الصعيد الوطني، سواء الكبرى أو المتوسطة أو الصغرى". وشدد المسؤول ذاته، في اتصال هاتفي بهسبريس، على أن الجهة تتوفر على مجموعة من السدود الكبرى، مضيفا أن ثلاثة سدود أخرى كبرى انطلقت بها الأشغال منذ مدة، وآخر قيد الدراسة، وموضحا أن الأشغال في تقدم، خصوصا بسد واد كير قندوسة، وحقينته 220 مليون متر مكعب، وسد تودغى بحقينة 34 مليون متر مكعب، وأيضا سد واد أكدز بزاكورة. ولفت المتحدث إلى أن وكالة الحوض المائي والوزارة الوصية قامتا بإنجاز مخطط مديري للتهيئة المندمجة للموارد المائية على مستوى حوضي المعيدر وغريس، مبرزا أن هذا المخطط في طور التحيين من قبل مصالح الوكالة ومصالح الوزارة الوصية، بتشاور مع جميع المتدخلين، من أجل تشخيص وضعية الماء واقتراح مجموعة من مواقع السدود لتلبية الطلب على الماء على مستوى الأحواض سالفة الذكر.