يحتدّ النقاش حول مشاركة الأساتذة في عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى هذه السنة، وتزامن ذلك مع الدخول المدرسي، مع توجيه عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، "انتقادات حادة" إلى رجال ونساء التعليم، وصلت إلى "توصيفات قدحية". ونشر غالي، عبر حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، سيلا من التدوينات، رافضا مشاركة الأساتذة في هذه المحطة الوطنية، قائلا: "مكان رجل التعليم في بداية شتنبر هو القسم، من أجل المصلحة الفضلى للتلاميذ، ومن أجل صورة المدرسة العمومية، وليس الإحصاء". وجاء في تدوينة أخرى عبارة قال فيها غالي: "قبل، كنا نقول هذا تعليم طبقي أولاد الشعب فالزناقي، الآن مع الإحصاء سنقول أولاد الشعب فالزناقي العطاشة في الإحصائي"، وفق تعبيره. وشرح بعدها رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان هذه التدوينة، مؤكدا أنه "كان يقصد بعبارة ( العطاشة)، 75000 رجل تعليم، سارقوا فرصة الطلبة والمعطلين للعمل، ولو المؤقت"، مبينا أن "التكوين كان قد يفيدهم لأن هناك الكثير من المؤسسات التي تحتاج من له مثل هاته التجارب". وواصل غالي تدويناته المنتقدة للمشاركة الأساتذة في الإحصاء، وتابع: "قريبا، سنشهد تنسيقيتين؛ تنسيقية الذين فرض عليهم الإحصاء، وتنسيقية المقصيين من الإحصاء". وأثارت هذه التدوينات "غضب" الأساتذة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقال أحدهم: "42 بالمائة هي نسبة الموظفين بشكل عام حول عدد المشاركين في عملية الإحصاء، لماذا تم التركيز فقط على فئة التعليم؟". ورفض الصادق الرغيوي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، الرد على تدوينات عزيز غالي، قائلا: "نرفض الخوض في هذا النقاش السطحي والعقيم. ومن جهة، نحن ضد أي هجوم كان على رجال ونساء التعليم". وأضاف الرغيوي، في تصريح لهسبريس، أن الإحصاء "محطة وطنية مهمة في بلادنا، ومشاركة الأساتذة هي اختيارية، ولم يتم فرضها على أي كان". وأورد المتحدث عينه أن هذه المشاركة "تأكيد من رجال ونساء التعليم على أنهم منخرطون في المقدمة وفي طليعة القطاعات التي تكون في خدمة الوطن"، لافتا إلى أن "تأثير المشاركة على الدخول المدرسي تواجهها تدابير وزارية لمعالجة هذا الأمر". وزاد: "المشاركة لن تتجاوز تقريبا في المعدل 600 أستاذ على مستوى كل جهة، وهي نسبة ضئيلة، ويمكن أن تتغير حسب حجم الجهات"، مشددا على أن "تأثير ذلك على الدخول المدرسي طفيف". وختم قائلا: "نحن ضد أي هجوم على الأساتذة، وأي تبخيس أو تسمية قدحية ضدهم، وهم فئة كانت ولا تزال حاضرة في جميع الاستحقاقات الوطنية". واعتبر فيصل العرباوي، عضو "التنسيقية الوطنية للأساتذة ضحايا تجميد الترقية"، أن "تدوينات عزيز غالي تدخل ضمن حملة التشهير والانتقادات المعهودة التي تطال فئة الأساتذة". وأضاف العرباوي، في تصريح لهسبريس، أن وصف رجال ونساء التعليم ب"العطّاشة" يظهر "الحقد الدفين الذي يحمله غالي ضد هذه الفئة"، مشيرا إلى أن "تدويناته كان يجب أن تعالج القضايا الرئيسية والعامة التي تهمّ الإحصاء". واستغرب المتحدث عينه من ربط غالي مشاركة الأساتذة بموضوع البطالة، موردا: "هذه ظاهرة بنيوية، والنقاش يجب أن يكون حول توفير مناصب قارة وليست مرحلية للعاطلين عن العمل بالمغرب". وشدد عضو "التنسيقية الوطنية للأساتذة ضحايا تجميد الترقية" على أن مشاركة الأساتذة أمر معهود، وليس بالجديد"، لافتا إلى أن "التأثير على الدخول المدرسي مطروح بالفعل؛ لكن تدبيره وتجاوزه حاضر بنسبة كبيرة". ومن جهته، قال عادل تشيكيطو، رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، إن "نقاش الدخول المدرسي والإحصاء غير مطروح، وبالأحرى ليس بالأولوية". وأضاف تشيكيطو، ضمن تصريح لهسبريس، أن مشاركة الأساتذة يجب أن "لا تؤثر على الدخول المدرسي، عبر اتخاذ تدابير حقيقية تقي التلاميذ من هذا الأمر"، مؤكدا أن "المنطق يذهب إلى إعطاء فرصة أكبر للعاطلين والطلبة في هذا الاستحقاق الوطني".