أسبوعاً بعد آخر يدخل الإجهاد المائي الذي تعانيه وضعية الموارد المائية بالمغرب "مرحلة الخطر الحرجة"، إذ لم تتجاوز النسبة الإجمالية لملء السدود 27,87 في المائة، بحسب الأرقام الرسمية التي نشرتها، اليوم الإثنين ، المديرية العامة لهندسة المياه التابعة لوزارة التجهيز والماء، على بوابة "مغرب السدود". بعد شهر ماي الماضي الذي تراوحت فيه النسبة الإجمالية لملء السدود بالمغرب بين 32 و31 في المائة شهدت الأشهر المتتالية انخفاضًا كبيرا وملحوظاً في احتياطيات المياه، لتصل إلى أقل من 28 في المائة؛ بإجمالي حجم ملء بلغ 4221,55 مليون متر مكعب (م3) مقابل نسبة فاقت 29 بالمائة بقليل خلال اليوم نفسه من السنة الماضية. ومن المعلوم أن إشكالية التوحل التي تؤرق مدبّري شؤون السدود والأحواض المائية، وكذا نسبة التبخر التي ترتفع في فصل الصيف، عامِلان حاسمان يزيدان من مفاقمة الأوضاع بسدود المملكة؛ هذا في وقت بدأت أزمة الماء تلقي بظلالها على تدبير المدن الكبرى لهذه المادة الحيوية، خاصة عبر إجراءات تقشفية ل"خفض الصبيب" أو "إغلاق الحمامات" (مثل الدارالبيضاء). وحسب البيانات التي طالعتها جريدة هسبريس الإلكترونية على بوابة "مغرب السدود" فمازالت معظم سدود البلاد عند "نسب ملء متواضعة"؛ وسجل أكبرُها (سد الوحدة) نسبة ملء 51 في المائة، فيما لم تتجاوز نسبة ملء ثاني أكبر سدود البلاد، وهو "المسيرة"، 1,3 في المائة. من جانبه أظهرت البيانات الرسمية للوزارة الوصية أن سد "بين الويدان"، المنتمي إلى جهة تقع بين سلسلة جبال الأطلس المتوسط (بني ملال–خنيفرة)، ليس أفضل حالاً من باقي السدود، إذ بلغت حقينته نسبة متدنية عند 4,9 في المائة؛ أما رابع أكبر السدود، وهو "إدريس الأول" (جهة فاس-مكناس)، فانخفضت نسبة ملئه إلى 25,7 في المائة مقارنة فقط بأواخر شهر يوليوز الفائت. بينما سد محمد الخامس (الذي يضمن تزويد مدن جهة الشرق بالماء الشروب) فلم تتجاوز نسبة حقينته الإجمالية 10,3 في المائة. وهمّتْ إحصائيات نسب الملء، في المجموع، 63 سداً ما بين كبرى ومتوسطة وصغرى بمختلف جهات المملكة الاثنتيْ عشرة. وبحسب متابعين للشأن المائي بالمملكة يُفسَّر هذا الانخفاض في حقينة السدود، بشكل طبيعي، كنتيجة "شح هطول الأمطار خلال العام الجاري والأعوام الفائتة، بالإضافة إلى موجات الحرارة القياسية المسجلة في الأسابيع الأخيرة في عدد من المناطق المغربية". "حوض أم الربيع" عند أدنى مستوياته تعرف نسبة "ملء السدود حسب الأحواض"، وفق استقراء لجريدة هسبريس، حالة متدهورة مستمرة إلى غاية اليوم الإثنين، تعبر عن مزيد من تأزّم الوضعية المائية لهذه الأحواض في مختلف الجهات خلال صيف 2024، مع ملاحظة انخفاض مهول في حقينة واحتياطيات الأحواض التي تقع في مناطق الجنوب الشرقي وشرق البلاد وكذا الأقاليم الجنوبية. ورغم الانخفاض مازال "حوض اللوكوس" يستمر في تصدر أكثر الأحواض المغربية امتلاءً بنسبة تقارب 55 في المائة، متبوعاً ب"حوض سبو" ب 45,05 في المائة، بينما حل ثالثاً "حوض تانسيفت" ب 44,83 في المائة. وتشهد أحواض أخرى وضعاً صعباً؛ إذ يمتلئ "حوض أبي رقراق" بنسبة لا تتجاوز 25,02 في المائة، في وقت تظل بقية الأحواض المائية المغربية تعاني "وضعية حرجة" أكثر، خصوصا أن معظمَها يقع جغرافياً في مناطق تعاني أزمة جفاف أو إجهادا مائيا هيكليا (الجنوب الشرقي والجنوب). وفي تفاصيلها أشارت بيانات وزارة التجهيز والماء المحيّنة اليوم الإثنين إلى بلوغ حوض "أم الربيع" نسبة ملء منخفضة جدا (4.37 في المائة)، مقابل نسبة تقارب 23 في المائة في حوض "ملوية"، و11,81 في المائة في حوض "سوس ماسة"، ونسبة مماثلة تقريبا في "حوض درعة واد نون" (12 في المائة)، وأكثر بقليل من 24 في المائة في حوض "زيز كير غريس".