جريا على التقليد الحسن الذي دأب الفرع الإقليمي للجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب -فرع إنزكان أيت ملول- منذ سنوات، على إحيائه، وإقامة فعالياته، لفائدة متقاعدي الإدارة التربوية، والذي يتم فيه تكريم ثلة من الزملاء، رؤساء المؤسسات التعليمية؛ نظم الفرع الإقليمي للجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب يوم السبت 27 يوليوز 2024، حفلا تكريميا باذخا على شرف متقاعدي الإدارة التربوية للموسمين 2022/2023 و2023/2024 تحت شعار: "المتقاعدون ثروة علمية مستدامة، وتجربة مهنية تقتفى". وقد عرفت هذه المحطة الباصمة، تكريم كوكبة من الإخوة الأعزاء الذين شاركونا نضال السنين من أجل الكرامة، كما شاركونا تكريم زملاء لهم مرُّوا من هذه المديرية، وتركوا الصدى الطيب، والأثر الحسن، ومازال العديد منهم يشاركنا همَّ الإدارة، وانتظارات الممارِسات والممارسين، بذات الشكيمة، والإصرار؛ حيث مازلنا نجد هذا الهم يسكن العديد منهم، في مناسبات كثيرة تدعونا للتضامن، والتآزر، والتكاثف، من أجل القضايا الإنسانية، كما القضايا المهنية، والمطلبية؛ سواء بسواء! لقد بصموا بصمتهم الخالدة، فكانوا، على مدار مسارهم الوظيفي، الذي انطلق من حضن المعقل التدريسي، الذي خرَّجوا منه أجيالا، وأجيالا، إلى حضن الإدارة التي أشرفوا، من خلالها، على قيادة سفينة هذه المنظومة من القواعد والأسس المؤسِّسة لها، خير من يُقتفى أثره، ويُحتذى بصنيعه. لقد خرجوا من الباب الكبير والواسع لقيادة التغيير، بعد أن شاركوا، خلال سنوات الإصلاح، فاعلين، مؤثرين، مبدعين، مقترحين.. فكانت لهم بصمة لا يمكن أن تنكر، كما كانت، وستكون، لمن سبقوهم، ولمن سيخلفوهم، بصمتهم. لقد كانوا معنا في حضن هذا الإطار المناضل، يشاركوننا محطات النضال من أجل الكرامة، والتغيير. فما وهنوا، وما استكانوا، وما باعوا مبادئهم، وهم يواجهون الظلم، والاستبداد، وخِذلان الزملاء، ومكر الليل والنهار، كلما اشتد وطيس المعارك، واشتعلت نيران التدافع من أجل الكرامة. فما برحوا ساحات الوغى، رغم التهديد، والوعيد، ووشايات الأقربين من زملاء المهنة (!)، فظلوا على العهد ثابتين، صامدين، حتى حققوا بثباتهم العز، والكرامة، والإباء، بعد أن كانت هذه المعاني عملات نادرة عند أهل الإدارة لسنوات عديدة. لقد حُقَّ لنا أن نرد لهم شيئا من الجميل بهذه الالتفاتة الماجدة، وبهذا الحفل الباذخ، وسط زملائهم، وأصدقائهم، وعائلاتهم، حتى يكون لعهدهم بنا وبهذه المنظومة أثر طيب، وانطباع ماتع، يلبي شيئا من الاعتراف المفقود بما أنفقوه طيلة مسارهم الوظيفي من جهد، وعطاء، داخل مؤسساتهم، وبما صرفوه من نضال جذري داخل إطارهم العتيد، وتركوا به لمن خلفهم الكرامة، والاعتبار، والتقدير... لهم أقول: أنتم السابقون، ونحن، إن شاء الله، بكم لاحقون. أنتم لنا مثل، ونموذج، وأسوة، ونحن لكم فرط خير، وبصمة نور في هذا الطريق اللاحب. فشكرا لكم شكرا..! دمتم على وطن..!