شهد فضاء فندق زلاغ بارك بلاص بعد زوال الإثنين 20 فبراير 2012 وقائع حفل التكريم الذي نظمته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان على شرف 51 من المتقاعدين والمتقاعدات من منسوبيها تكريما لجهودهم المبذولة طيلة أربعة عقود من الخدمة في مجال التربية والتكوين بالنيابات الأربع للجهة . وانطلق الحفل بآيات من الذكر الحكيم رتلها أحد التلاميذ، إثر ذلك، ألقى الأستاذ محمد ولد دادة مدير الأكاديمية كلمة ذكر فيها أن رجل التعليم حامل رسالة نبيلة يشتغل على الإنسان ويحمل هموم بلاده ، معتبرا تقاعده مجرد نوع من فك الارتباط بالزمان والمكان ،وأضاف المسؤول الأول عن الشأن التربوي بالجهة بخصوص المستوى الوجداني والمهني فرجل التعليم يظل دائما يحمل في خاطره وقلبه حب هذه المهنة ويستمر في العطاء الأكيد. واعتبر مدير الأكاديمية هيئة التفتيش والإدارة التربوية ونساء ورجال التربية مهندسي النظام التعليمي ببلادنا بامتياز، مضيفا أن توديع ثلة ممن حملوا مشعل التنوير والتعليم سيترك فراغا دون شك متمنيا أن يكون الخلف في مستوى تطلعاتنا . وأوضح ولد دادة في كلمته بالمناسبة أن المتقاعد في التعليم لا يشبه أي متقاعد في سلك الوظيفة العمومية ، مبرزا أن مربي الأجيال لا يقتصرعمله على القسم والمؤسسة وإنما يستمر في حياته كمربي حتى خارج المؤسسة التعليمية ، لذلك يضيف ولد دادة “نحن لا نحتفي اليوم بالتقاعد كنوع من فك الارتباط النهائي بالمهنة بقدر ما نحتفي فقط بعملية توقيف التعامل مع مقر مع مكان ومع زمان محدد. وجدد المدير الشكر باسم وزارة التربية الوطنية للمكرمات والمكرمين من جميع الفئات على ما أسدوه من خدمات لهذا البلد ومن عطاء على مستوى جهة فاس بولمان، مشيرا أن الأكاديمية أو النيابات التابعة لها ستظل دائما رهن إشارتهم و خدمتهم ، وأنهى كلمته مستشهدا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “من أسدى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له” داعيا لهم طول العمر وأن يجعل خاتمة الجميع من أفضل المآلات . وتحدث عبد الرحمن كمال باسم نقابة مفتشي التعليم معتبرا مناسبة تكريم بعض نساء ورجال التعليم الأجلاء المحالين على التقاعد عرفانا للجهود التي بذلها هؤلاء في حقل التربية والتعليم وتقديرا لما أسدوه من لبنات في بناء هذا الوطن العزيز ، نساء ورجال يضيف عضو نقابة التفتيش أفنوا زهرة شبابهم في خدمة القضايا التعليمية النبيلة وأبلوا البلاء الحسن أولا داخل الفصول الدراسية كمربين وملقنين لمختلف جوانب العلم والمعرفة ، وثانيا كمفتشات ومفتشين من مختلف المواد والمجالات التربوية مساهمين في التأطير التربوي والتكوين العلمي والبيداغوجي لأطر التربية والتعليم والإدارة التربوية . وحيا عضو نقابة مفتشي التعليم الجميع بحرارة وشكرهم على ما قدموه من عمل جليل وتضحيات جسام لفائدة التربية والتكوين ببلادنا وحمدا لله انكم انهيتم واجبكم بتفوق وسلام وتمنى لهم الصحة وطول العمر والتوفيق في حياتهم الخاصة شاكرا إدارة الاكاديمية على المبادرة الحميدة التي إن دلت على شيء ، فإنما تدل على العناية والتقدير التي تليهما الإدارة لأطرها كما توجه بالشكر لكل من ساهم في تنظيم الحفل البهيج متمنيا أن تصبح هذه الالتفاتة المباركة تقليدا حميدا يستمر ويتطور وذلك لما يحمله من معاني التضامن والتلاحم والاعتراف بالجميل . إدريس اليوبي من جهته ، و باسم كافة مديرات ومديري أعضاء الجمعية الوطنية لمديرات ومديري الثانويات العمومية بالمغرب فرع بفاس تقدم بخالص الشكر والعرفان والتقدير إلى كل النساء والرجال من أطر الإدارة التربوية وهيئة التدريس وكافة الموظفين الذين يقام على شرفهم هذا الحفل التكريمي بمناسبة بلوغهم السن القانوني الذي يفرض عليهم التوقف عن العمل الإداري والخلود إلى الراحة والتفرغ بعد أن قضوا عز أيامهم في أداء واجبهم المهني وتبليغ رسالتهم التربوية بكل تفان وتضحية إخلاص . ودعا الحضور إلى الوقوف وقفة إجلال وإكبار للمكرمات والمكرمين سائلا الله لهم السلامة في الأبدان وقوة في الايمان وحياة في أمن وأمان . وتحدث محمد كليوي معبرا عن فخر الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بحضور حفل التكريم وتمنى من باقي النيابات التعليمية أن تحدو حدو الأكاديمية في تكريم ثلة من نساء ورجال التعليم الذين جمعت الجمعية بهم علاقات إنسانية متينة وعايشوامعها محطات وساهموا مساهمة فعالة في النهوض بالمدرسة المغربية في مختلف المواقع التي تواجدوا بها. وأضاف محمد كليوي في كلمته شعرا مخاطبا المتقاعدين : وأنتم وإن جار بنا الزمن ، لا تقطعوا حبل الود بيننا، فسوف لن نقول لكم وداعا ، لأنكم ما زلتم بيننا وستعيشون بين أحضاننا وكياننا ، وتقدم بالشكر نيابة عن منظمته لكل من ساهم في تنظيم هذا الحفل البهيج ووفر الظروف المواتية حتى يمر في أحسن الظروف . مفضلا لفظ العيش بدل لفظ المعاش مبررا ذلك كون المحالين على العيش سيبدأون حياة جديدة بعيدة عن مشاكل التربية والتكوين. من جهته عبر محمد موساوي من خلال كلمة في حق الأطر الادارية العاملة بالأكاديمية والنيابات التابعة موضحا أن حفل التكريم يقام بتنسيق تام بين السيد مدير الأكاديمية والسيدة والسادة نواب الجهة ، وأشار إلى أن الحفل رغم بساطته له مكانته و رمزيته ويعبر بصدق عما نكنه للمحتفى بهن وبهم من اعتراف ومحبة وجميل ، معتبرا المكرمات والمكرمين كل من موقعه جنودا يعملون باستمرار من أجل النهوض بالمنظومة التربوية في كل المشاريع و الاصلاحات ، وقال ” جئنا لنشاركهم فرحتهم بإنهاء مسيرتكم المهنية بأمانة بصحة وعافية وتفان ، مذكرا أن جميع الروابط التي جمعت الإدارة التعليمية بكم تربويا ومهنيا لا ولن تنتهي أبدا بانتهاء مساركم المهني ، بل هي متجذرة ومستمرة “وأنتم سابقون ونحن لاحقون ولنظل دائما أسرة واحدة” إلى ذلك ، تخلل فقرات حفل التكريم تسليم المكرمين في الحفل من المتقاعدين و المتقاعدات الهدايا التذكارية حيث قام مدير الأكاديمية والسيدة والسادة النواب ورؤساء الأقسام والمصالح بالنيابة والأكاديمية بتسليم الهدايا التذكارية على مراحل والتقاط صور تذكارية . يشار كذلك إلى أن الحفل الذي نشط فقراته محمد الأزم حسني تميز بحضور لافت للمجموعة الصوتية عمر الخيام الحائزة على الرتبة الأولى و الثانية وطنيا في مجال الموسيقى حيث أضفت على الحفل طابعا إبداعيا استثنائيا ، و حبست أنفاس الحضور لدقائق بفضل أدائها الفني الرائع لمقاطع من الموسيقى الشرقية برئاسة الأستاذ عادل الأشهب . عزيز باكوش