موسم العودة هذا العام إلى المغرب بالمقارنة مع السنوات الماضية؟ "" يختلف موسم عودة المهاجرين هذا العام إلى المغرب عما سبقه من مواسم أخرى كانت تكتسي طابع الاحتفال رسميا وشعبيا.إنها العودة بتوابل الأزمة الاقتصادية العالمية التي طوحت باستقرار وأحلام عدد كبير المغاربة المقيمين بالخارج وحتمت عليهم إعادة النظر فيما درجوا عليه من حسابات وما تعارفوا عليه من مسلمات بأن العيش في الصفة الأخرى أأمن وأضمن.
مواضعات تكذبها يوميا الأزمة الاقتصادية الدولية التي عصفت بمؤسسات عملاقة وسفهت أحلام جهابذة الرأسمالية.
فبالرغم من ان ذروة موسم العودة تبدأ فعليا خلال شهر يوليوز تموز الجاري فإن واقع الحال حتم عودة مغاربة أروبا مبكرا ، بالنظر إلى الظرفية الاقتصادية المزرية والتي أثرت سلبا على اليد العاملة المغربية التي فقدت نسبة مهمة منها شغلها ولم يبق أمامها غير جمع الحقائب والرجوع إلى الوطن، الذي فارقته فيما مضى بحثا
العائدون و الوضع بالضفة الأخرى؟
الأخبار القادمة من الضفة الأخرى للمتوسط لا تبشر بخير.فمن عشرات الاف المغاربة في إسبانيا ممن باتوا يعانون الأمرين بسبب الظرف الاقتصادي الصعب الذي لم يترك لهم من خيار سوى الرجوع للمغرب أو الاشتغال في السوق السوداء،فحسب إفادات عائدين من إسبانيا فإن كثيرا من المغربيات اللواتي هاجرن للاشتغال في حقول الخضراوات دفعن دفعا للشارع، بينما عمد آخرون للاتجار في الممنوعات من أجل كسرة خبز ولئلا يقال إنهم عادوا للوطن مهزومين. ومن إسبانيا إلى إيطاليا، التي كانت أرض فرص، هاهي الآن توصد أبوابها أمام المغاربة، تلك الجالية التي بنت بعرق الجبين صرح الاقتصاد الإيطالي.وغير بعيد عن هذا البلد الأوروبي تسجل الدراسات أن نسبة كبيرة من مغاربة بلجيكا باتوا يعيشون تحت عتبة الفقر.ينضاف إلى هذا الوضع الخانق الميز العنصري الذي يعيشه مغاربة إسبانيا تحديدا، فهم بين مطرقة ما سمي بالعودة الطوعية لبلدهم ومقصلة العنصرية وتفضيل باقي الجنسيات الأوروبية عليهم فيما تبقي من فرص عمل.
لمشاهدة التقرير على قناة المهاجر إضغط على هذا الرابط www.elmuhajer.com