ظهرت مجموعة مغربية مكونة من أشخاص مجهولي الهوية"، يروجون أفكارا مناهضة لعملية ختان الأولاد، عبر بعثهم لرسائل إلكترونية وفتحهم ركنا على أحد المواقع على شبكة الإنترنت. "" وتروج المجموعة فكرة وقف إزالة قلفة القضيب (الجزء الذي يزال خلال عملية الختان) أو ما يعرف بعملية الختان، بناء على اعتقادها بأن "القلفة تعتبر جزءا مهما يحمي رأس القضيب من البول الحمضي، ولها وظيفة مناعية ضد البكتيريا والفيروسات، وأنه بالمحافظة عليها تجري المحافظة على إفراز مادة "البروتين" الشبيهة بالموجودة في لبن الأم، ومادة اللانجرين"، إلى جانب رفضها لعملية الختان في حد ذاتها، بسبب اعتبارها أنها مؤلمة للطفل. وحاولت المجموعة الترويج للفكرة التي تؤمن بها من خلال نشرها عبر الأنترنيت وتخصيص ركن لها على موقع "الفيس بوك" تعبر من خلاله عن موقفها من عملية الختان ومناداتها بوقفها، مبدية قناعتها بما نادت به "أكاديمية طب الأطفال الأميركية" في إصدارها المؤرخ في 18 يونيو 2006، إذ أعلنت أن "الختان يقلل من الشعور باللذة الجنسية، استنادا إلى أن القلفة، حسب اعتقادهم، قطعة جلدية ذات حساسية مفرطة". وقللت المجموعة من أهمية التخلص من القلفة للوقاية من "السيدا" ومجموعة من الأمراض المنقولة جنسيا، باعتمادها على ما خلصت إليه "جمعية أطباء الأطفال الكندية" التي قال أعضاؤها "إنه لا توجد معلومات كافية للنصح بختان الذكور كإجراء صحي عام لمنع الأمراض". وذكرت جريدة "الصحراء المغربية " أنه يتعذر من خلال رسائل المجموعة فهم ما إذا كان أعضاء المجموعة أطباء أم أشخاصا من اختصاصات مهنية مختلفة، إذ لم تشر إلى اهتماماتهم العلمية، عدا الاستشهاد برأي "سهام عبد السلام"، التي وصفت ب"الدكتورة"، لكن دون تحديد اختصاصها الطبي أو القطاع، الذي تشتغل فيه، أو أي معلومات إضافية عنها. وفي سياق متصل أكد مصطفى المشرقي، أخصائي في جراحة الأعضاء التناسلية وعلاج الاضطرابات الجنسية عدم صحة طرح المجموعة استنادا إلى المعطيات العلمية والطبية المثبتة في هذا الإطار. وأفاد المشرقي أن لعملية الختان فوائد صحية متعددة، جعلت من "منظمة الصحة العالمية" تقر بأهميتها لمكافحة داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا)، بعد أن أثبتت الأبحاث أن ختان الذكور يقلل من إصابتهم بفيروس فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) بنسبة تتراوح ما بين 50 و60 في المائة، بسبب استهداف الفيروس باطن الجلد، الذي يقطع في الختان. وتحدث المشرقي في التصريح ذاته،، عن أن الختان يقي الرجال من التعرض لسرطان الحشفة للسرطان (رأس القضيب)، كما تحمي زوجات الرجال المختنون من الإصابة بسرطان عنق الرحم، إذ أن جميع الدراسات الطبية المنجزة كشفت عن أن إزالة القلفة تساعد على حسن نظافة القضيب وبالتالي حماية الزوجين من تبادل الأمراض المنقولة الجنسية بينهما، أثناء المعاشرة الجنسية". وأشار إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، أضحت من أكثر الدول التي يجري فيها ختان الذكور لأسباب غير دينية، حيث أن نصف أطفال مواطنيها مختنون، كما تحولت عملية الختان إلى موضة في كندا وحتى بين المسيحيين أنفسهم بعد تعرفهم على فوائده الصحية. وأوضح المشرقي أن الختان، "ليس عادة اجتماعية وإنما ضرورة صحية، لأن الدراسات العلمية أثبتت أن الذكور غير المختنين أكثر عرضة لالتهاب المجاري البولية، وللإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا، ناهيك عن ازدياد احتمال حدوث سرطان القضيب لديهم في الكبر، إلى جانب صعوبة تنظيف القلفة، وبالتالي تزايد احتمالات تضيقها نتيجة ذلك. ورفض الفكرة القائلة إن إزالة القلفة تؤثر على مستوى الإحساس باللذة الجنسية، مبينا أن الشعور باللذة الجنسية يكون على المستوى الأعلى من القضيب، المسمى بالحشفة، "بدليل أن الأطباء الأخصائيون المعالجون للرجال، الذين يشكون القذف السريع، يصفون لهم أدوية تقلق من الحساسية المفرطة للحشفة".