قال الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، إن الرابطة لا تتعاطى السياسة مطلقاً، وإنما تشرح حقيقة الإسلام للجميع، من خلال رابطتها العالمية، وفي طليعتها علماء الأمة الإسلامية الذين أمضوا "وثيقة مكةالمكرمة"، وطلبوا منا التواصل حول العالم لإيضاح مضامين هذه الوثيقة لأي من الأفراد أو الكيانات، ولاسيما من كانت لديه معلومات خاطئة أو غير واضحة عن الإسلام. وتطرق رئيس هيئة علماء المسلمين، خلال استضافته من طرف معهد وولف، في جامعة كامبريدج بالعاصمة البريطانية لندن، لبنود "وثيقة مكةالمكرمة"، مستعرضا جل الموضوعات الشائكة على الساحة الدولية ذات الصلة بمضامين الوثيقة، وتحديداً استيعاب القدَر الإلهي في الاختلاف والتنوّع، وكيفية التعامل مع حتميته الكونية، وكذا موضوع الهجرة، والتغيّر المناخي، وخطاب الكراهية، والتمكين المشروع للمرأة في الإسلام، وتعزيز الوعي لدى الشباب المسلم ولدى غير المسلمين تجاه تعاليم الإسلام. كما سلَّط العيسى الضوء على جهود الرابطة في مواصلة الحوار مع الجميع، مؤكِّداً أنها "تتحاور مع كل من يريد سماع الحقيقة وشرح معاني قيَمنا الإسلامية من مختلف الأطياف حول العالم"، ولافتا إلى أن "الهيئة لا تقصي أي جانب في الحوار لمن أراد أن يسمع بكل حياد الحقيقة التي نؤمن بها"، وزاد: "من مدَّ يديه للرابطة بصدق صافحته كما هي أخلاق نبيِّنا الكريم – صلى الله عليه وسلم". وفي السياق ذاته أشار الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي إلى أن "الرابطة تسعى عبر مبادرات وبرامج ملموسة الأثر إلى تعزيز سلام عالمنا ووئام مجتمعاته الوطنية، بعيداً عن صراع وصدام الحضارات أو السياسات"، مشددا على أن "الرابطة ليست منظمة سياسية، وإن تحدثت بتأييد أو تنديد ذي علاقة بالشأن السياسي فمن واقع رسالتها المرتكزة على قيَم ديننا الداعية إلى العدالة والسلام". وختم رئيس هيئة علماء المسلمين حديثه في اللقاء الرئيسي، والحوار على عشاء العمل، بالتأكيد على مبادرة الرابطة التي رحّبت بها الأمانة العامة للأمم المتحدة، وأقيمت داخل مقرّها في نيويورك، حول بناء جسور التفاهم والسلام بين الشرق والغرب، بحضور عالمي كبير.