التأمت نخبة من الأدباء والباحثين بفاس في لقاء سعى الى استعادة جوانب من العطاءات الغزيرة للمفكر الراحل عبد الكبير الخطيبي. "" وأجمع المتدخلون في اللقاء الذي نظم في إطار مهرجان فاس الخامس للثقافة الأمازيغية على الطابع المتفرد للتراث الذي خلفه الخطيبي بالرغم من تفضيله للعمل في الظل. واعتبر أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن الراحل سيظل إسما خالدا من خلال منجزه الابداعي والفكري الثري وخدماته الجليلة في شعب شتى، بين الفن والأدب وعلم الاجتماع والتلاقح بين الثقافات. وقال بوكوس ان الخطيبي ساهم في انتاج الخطاب حول الهوية والعلاقة مع الآخر والتنوع والاختلاف وحرية الفكر مضيفا أنه خلف جهازا مفاهيميا غنيا قائما على الانفتاح والتسامح وأساسا احترام السياق الاجتماعي في كل عمل يستند على الثقافة، ليخلص الى أنه كان ذا تأثير واضح على بروز تيارات مفتوحة على علم النفس والأنثروبولوجيا واللسانيات. ومن جانبه، أبرز الأستاذ الحسين مجاهد أن الخطيبي كان من بين أوائل المثقفين العرب الذين اشتغلوا على مفاهيم الاختلاف وتقليد الآخر والحداثة ورفض الفكر الواحد. وأوضح أن الراحل باعتماده لمقاربة "فكر الاختلاف" حاول بناء فكر لا يقلد الآخر بل يتعامل مع واقع المغاربة وخصوصيات ثقافتهم مشيرا الى أنه كان ضمن قلة من المثقفين العرب الذين اهتموا مبكرا بمسار الثقافة الأمازيغية من منطلق الدفاع عن التنوع الثقافي. وسجل الكاتب والشاعر عبد الرحمان طنكول أن الخطيبي كان يكره الاستيراد الأعمى للأفكار الوافدة من الغرب مركزا على إعادة التفكير في الثقافة، كما رأى في كتاباته الغزيرة عنوانا على فكر مبدع ومجدد وروح نقدية قائمة على التأمل العميق في الماضي والظواهر الاجتماعية. ويذكر أن الراحل الخطيبي الذي توفي في مارس الماضي نال عدة جوائز وشهادات تقديرية من بينها الجائزة الأدبية لمهرجان لازيو لأوروبا والمتوسط وجائزة الربيع الكبير للجمعية الفرنسية للأدباء عن مجموع أعماله الشعرية. ومن أعمال الراحل " الذاكرة الموشومة" و"الاسم العربي الجريح"، "المناضل الطبقي على الطريقة الثاوية"، "كتاب الدم"، "المغرب المتعدد"، "صيف في ستوكهولم".