ختام مخيب لموسم اتسم بالنزاعات والأزمات المتلاحقة لفريق المغرب التطواني لكرة القدم، حيث لم تمنع تلك العوامل الفريق من الحفاظ على مكانته ضمن أندية الدرجة الأولى في البطولة الوطنية باحتلاله المركز التاسع بمجموع 35 نقطة. يجسد الواقع المؤسف لفريق "الحمامة البيضاء" هذا الموسم واقع الأزمة التي ترزح تحتها كرة القدم الوطنية، خاصة على مستوى التسيير والتدبير الرياضي. ففي الوقت الذي كان فيه الجمهور التطواني يمني النفس بتحقيق نتائج إيجابية تعوض خيبات المواسم الماضية، واجه "الماط" سلسلة من التحديات الداخلية والخارجية التي أثرت بشكل مباشر على أدائه ونتائجه. عدم القدرة على تسجيل اللاعبين الجدد أقدم فريق المغرب التطواني، بقيادة اللجنة المؤقتة المكلفة بتدبير شؤون الفريق، على انتداب العديد من اللاعبين في المركاتو الصيفي السابق. من بين هؤلاء اللاعبين المخضرمين عبد الإله الحافيضي ومحسن ياجور والجناح الشاب عبد الله فرح. وقد فشلت اللجنة سالفة الذكر في تأهيل اللاعبين الثلاثة، حيث رفضت العصبة الاحترافية تأهيلهم بسبب تجاوز "الماط" للسقف المالي المحدد للتعاقدات الصيفية، والذي يبلغ مليارا و600 مليون سنتيم؛ وهو ما أدى إلى رحيل الثلاثي دون أن يخوضوا أية مباراة بقميص الفريق. نزاعات مع اللاعبين حول المستحقات المالية مثل العديد من فرق البطولة الوطنية، دخل المغرب التطواني في نزاعات مع العديد من اللاعبين بشأن المستحقات المالية. أبرز هذه النزاعات كان مع اللاعب السابق محمد كمال، حيث قضت لجنة النزاعات التابعة للعصبة الاحترافية بحكم يقضي بتسديد مبلغ 467 مليون سنتيم له. هذا الحكم زاد من تعقيد شؤون الفريق بشكل كبير. خروج مخيب من كأس العرش على الرغم من الأداء المتذبذب للفريق في البطولة، فإن كأس العرش شكل منارة أمل للجماهير، خاصة بعد الوصول إلى نهائي 2022 حيث كان المغرب التطواني قريبا من اللقب. بدأت مسيرة الفريق في كأس العرش بشكل جيد بتجاوز فريقي سطاد المغربي والشباب الرياضي السوالم، ليتواجه مع المغرب الفاسي في دور ربع النهائي. وكانت هذه المباراة بمثابة فرصة ذهبية للفريق لتحقيق انتصار مهم ينعش آمال الجماهير، خاصة بعد عودة "فوندو نورطي"، الفصيل المساند للفريق، إلى التشجيع بعد خلافه مع اللجنة المؤقتة؛ ليخيب الفريق آمال جماهيره مرة أخرى، وخرج من البطولة بعد هزيمة قاسية بنتيجة 4-2 على أرضه وبين جمهوره أمام المغرب الفاسي. أزمة الرئيس السابق عبد المالك أبرون تلقت إدارة اللجنة المؤقتة للمغرب التطواني صفعة من الرئيس السابق عبد المالك أبرون، الذي حجز على الحسابات البنكية الخاصة بخزينة الفريق واتخذ جميع الإجراءات لمنع الإدارة من نقل ميزانية الفريق إلى حساب آخر. جاء هذا الإجراء بسبب مبلغ يدينه الفريق لأبرون يصل إلى 700 مليون سنتيم، مما زاد من أزمات "الماط"؛ لكن تم لاحقًا الاتفاق بين أعضاء اللجنة وبين أبرون لحل النزاع. تأخير في تسديد رواتب اللاعبين بفعل الأزمات المالية التي عانى منها فريق "الحمامة البيضاء"، لم تتمكن الإدارة المؤقتة للمغرب التطواني من تسديد رواتب اللاعبين لأشهر عديدة؛ وهو ما أدى إلى إضراب اللاعبين عن التدريبات مطالبين بمستحقاتهم العالقة. ويعود السبب الرئيسي في عدم القدرة على تسديد رواتب، حسب أحد أعضاء اللجنة المؤقتة، إلى حجز الرئيس السابق عبد المالك أبرون على خزينة الفريق؛ وهو ما أدخل النادي في أزمة خانقة. رحيل ركائز الفريق مع نهاية الموسم، سيفقد المغرب التطواني العديد من اللاعبين الذين ستنتهي عقودهم مع الفريق، إذ لم تستطع الإدارة المؤقتة إقناعهم بالاستمرار بسبب عدم الاستقرار المالي والرياضي. من أبرز هؤلاء اللاعبين لاعب الوسط المبدع هلال الفردوسي الذي انضم إلى فريق الرجاء، والظهير الأيمن حذيفة المحاسني الذي اقترب هو الآخر من الفريق "الأخضر"؛ وهو ما سيستوجب على إدارة التطواني التحرك في المركاتو لتعويض رحيل هذه الركائز. *صحافي متدرب