جدل واسع رافق استقبال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بمقر إقامته بباري بإيطاليا، على هامش قمة مجموعة السبع. واستغرب نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حذف الإعلام الرسمي الجزائري مشهدا يظهر فيه تبون وهو "يصفع يد وزير خارجيته، أحمد عطاف، خلال مصافحته ماكرون". وبحسب فيديو الاستقبال الذي نشره حساب رئاسة الجمهورية الجزائرية على "فيسبوك"، فقد ظهر ماكرون وهو يشد يد تبون بحرارة وفي مشاهد "ودية". ورافق رئيسي الجزائروفرنسا بعضهما بعضا وهما يشدان يديهما بقوة وسط ملامح السعادة، وفق المصدر عينه. وانتهى اللقاء بالمشاهد نفسها وسط غياب تام لأي معلومات عن طبيعة المباحثات التي تم إجراؤها، إذ لم ترد أي تفاصيل في البلاغات الرسمية. وقال شوقي الزهرة، ناشط جزائري معارض، إن "اللقاء يظهر وجود هرولة من قبل تبون للقاء ماكرون". وأضاف شوقي، في تصريح لهسبريس، أنه "يفترض في تبون أن يلتقي خلال قمة مجموعة السبع أولا بالرئيس الإيطالي؛ لأنه المستضيف له كبلد يشارك على هامش القمة". وأضاف أن "جانب البروتوكول يظهر مشاهد كارثية للغاية تكشف رغبة النظام الجزائري في البحث عن عهدة ثانية من خلال الدعم الفرنسي". واستغرب المتحدث هذه المشاهد التي تم التقاطها، قائلا: "كان تبون مسترعا للغاية، ولا أحد في الجزائر توقع حدوث مثل هذه المشاهد الودية للغاية". ووقع الرئيس الجزائري، مؤخرا، مرسوما يتضمن استدعاء الهيئة الناخبة لإجراء انتخابات رئاسية مسبقة يوم 7 شتنبر 2024. وجاء في بيان للرئاسة الجزائرية أن المرسوم تضمن الشروع في المراجعة الاستثنائية للقوائم الانتخابية، ابتداء من 12 يونيو الجاري، على أن تختتم يوم الخميس 27 من الشهر ذاته. وأعلن كل من عبد العالي حساني، رئيس حركة مجتمع السلم المحسوبة على التيار الإخواني، ويوسف أوشيش، السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، أقدم حزب معارض في الجزائر، ولويزة حنون، زعيمة حزب العمال اليساري، ترشحهم للانتخابات الرئاسية المقبلة، وسيعلن الرئيس عبد المجيد تبون ترشحه لاحقا. ويأتي اللقاء في خضم استمرار الجدل حول غياب زيارة لتبون إلى باريس كانت مقررة منذ وقت طويل، وموضوع ملف الذاكرة. وسبق أن أعلن قصر الإيليزيه، في مارس المنصرم، أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون سيقوم بزيارة دولة إلى فرنسا "بين نهاية شتنبر وبداية أكتوبر"، وذلك إثر مشاورات هاتفية بين تبون ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقالت الرئاسة الفرنسية إن هذه الزيارة، التي سبق أن أرجئت مرارا، ستجري "في موعد يتم تحديده" خلال الفترة المذكورة.