أقر عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة بأن اتحاد المغرب العربي "لم يصل بعد إلى الدرجة التي نتمناها ونرجوها"، مؤكدا أنه رغم ذلك فإن "الاتحاد المغاربي كائن وسيكون مهما كانت التحديات". ودعا رئيس الحكومة، خلال كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الثالث للمقاولين المغاربيين، الذي انطلقت أعماله اليوم بمراكش، إلى وحدة مغاربية عملية، بشكل مستعجل، بهدف رفع التحديات التي تواجه المنطقة في ظل تنامي التكتلات الإقليمية في مناطق مختلفة من العالم". وأردف بنكيران، في المنتدى المنعقد تحت شعار "الإدماج الاقتصادي: عقد من أجل ازدهار مشترك"، ويتزامن مع الذكرى ال 25 لتأسيس اتحاد المغرب العربي، بالقول "نحن دول مختلفة، ولكننا شعب واحد: شعب المغرب العربي". ولفت رئيس الحكومة، نقلا عن وكالة الأناضول، إلى أنه "لم يعد أمام الدول المغاربية متسع وقت لتفعيل هذه الوحدة"، مشيرا إلى أن "شركاء دول المغرب العربي أصبحوا بدورهم يطالبون هذه الدول بالوحدة الاقتصادية". ودعا بنكيران، في السياق ذاته، الدول المغاربية إلى "الاقتداء بالتكتلات الإقليمية التي أثمرت نتائج إيجابية جدا، وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي، وذلك بهدف كسب رهان التنمية وتحسين تنافسية اقتصاديات المنطقة". بدورها قالت مريم بنصالح شقرون رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب في هذا الصدد إن " التجارة البينية في منطقة المغرب العربي لا تصل سوى إلى 3 بالمائة من مجمل المبادلات الخارجية لبلدان المغرب العربي الخمس وهي النسبة التي تبقى أقل بكثير من 60 بالمائة التي تمثلها التجارة البينية بين بلدان الاتحاد الأوروبي و25 بالمائة بالنسبة لبلدان تكتل " أسيان " و15 بالمائة بالنسبة لبلدان "الميركوسور" بل وأقل من النسبة التي تحققها المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب إفريقيا، الأقرب إلينا ، والتي تبلغ 9 بالمائة". وتساءلت " ما هو وزن أي من بلداننا أمام الفضاءات الاقتصادية الكبرى؟ وهل هناك من هو مؤهل لبناء فضاء اقتصادي مشترك أكثر من بلدان تتقاسم نفس اللغة ونفس المعايير السوسيو ثقافية وتتوفر على اقتصاديات متكاملة ؟" قبل أن تضيف " إننا لا نزعم هنا بلورة محاولة جديدة لإعطاء انطلاقة جديدة لاتحاد المغرب العربي، إننا نأمل فقط في العمل على إرساء منظومة اقتصادية تمكننا من كسب نفوذ أكثر من خلال إضفاء تماسك ونمو أكبر لاتحادنا . فالمغرب العربي يحمل اليوم كل مقومات سوق إقليمية للاستهلاك والإنتاج كما يتوفر على احتياطي من الكفاءات الشابة وجيدة التكوين". وأوضحت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب أن " ما أطلقنا عليه المبادرة المغاربية للتجارة والاستثمار تندرج في هذا السياق. وهي تطمح لأن تشكل خارطة طريق مرفوقة بمخطط عمل على المدى القصير والمتوسط والطويل وتوصيات تتأسس على ترتيب الإجراءات المتعلقة بالسياسات العامة ومواءمة البنيات التنظيمية لأرباب العمل حتى تندرج في سياق إقليمي". وشددت بنصالح على أن " الاندماج المغاربي لن يتأسس فقط على مبادرات الدول وحدها. فالمنظمات المهنية الخاصة مدعوة للدفع بالتجارة البينية المغاربية وتعزيزها وتطويرها ومن حق هذه المنظمات أن ينصت لها من أجل ازدهار بلداننا وشعوبنا واقتصادياتنا ". ومن جهته أفاد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، نزار بركة، أن الاندماج المغاربي يشكل فرصة للنمو الحقيقي والازدهار المشترك، لكنها لم تستغل بعد"، مضيفا أن "أي تأخر في استغلالها سيكون له انعكاس مباشر على نمو اقتصاديات المنطقة". واعتبر بركة، في تصريحات نقلتها وكالة المغرب العربي، أنه "بإمكان البلدان المغاربية أن تتفق على ميثاق للنمو عبر البلدان المغاربية يمكن من تجاوز خلافات الجوار، للاستجابة لتطلعاتها في التنمية المشتركة والمستدامة".