كشف وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي عن سعي دول اتحاد المغرب العربي الى تشكيل مجموعة اقتصادية مشتركة لدعم التكامل الاقتصادي بين البلدان الخمسة المشكلة للاتحاد. وقال مدلسي في برنامج بثه التلفزيون الجزائري أن وزراء خارجية دول الاتحاد المغاربي ناقشوا خلال اجتماعهم الأخير بليبيا وبطلب من الجزائر مشروع إنشاء تكتل اقتصادي مشترك. وقال مدلسي انه تم خلال الاجتماع بلورة فكرة انشاء مجموعة اقتصادية مغاربية متكاملة" مضيفا أن "بلدان الاتحاد المغاربي وهي الجزائر وتونس وليبيا والمغرب وموريتانيا اتفقت خلال هذا اللقاء على انشاء بنك مغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية قريبا". وتسعى دول الاتحاد المغاربي الى اقامة مجموعة اقتصادية لتجاوز العقبات والعراقيل السياسية التي تقف في وجه استكمال بناء اتحاد المغرب العربي بسبب الخلافات البينية بين الدول الخمس. ويعرف التبادل التجاري بين دول الاتحاد المغاربي مستوى ضعيفا مقارنة باجمالي التجارة الخارجية للدول الخمس في المنطقة حيث يترواح ما بين 1 و 2 في المئة من مجموع التجارة الخارجية للمنطقة المغاربية. و يكشف وقوف الجزائر خلف مبادرة تهدف إلى تحويل الاتحاد المغاربي إلى تكتل اقتصادي الى حرص الجزائر على تحييد مؤسسة الاتحاد كخطورة للتنصل من التزاماتها تجاه معاهدته التأسيسية التي تكبح العديد من أهدافها الهيمنية والتوسعية وفي مقدمتها الحصول على صفة الناطق الرسمي باسم دول المنطقة أمام مؤسستي الاتحاد الاوروبي و أمريكا . و تتضح معالم هذا التوجه الاستراتيجي للقيادة الجزائرية مع الموقف المتحفظ المعلن عنه قبل يومين من رئيس الديبلوماسية الجزائرية في شأن جهود الاتحاد الأوروبي لتأمين منطقة الساحل الافريقي بتعاون و شراكة مع دول المنطقة . فقد جدد مدلسي رفض الجزائر لأي تدخل أجنبي في شؤون دول منطقة الساحل الصحراوي، معتبرا أن تسوية الأوضاع فيها من اختصاص حكومات وشعوب المنطقة وهو ما يعتبر ضمنيا موقفا مناهضا لمؤتمر طليطلة الذي يلتئم اليوم باسبانيا بهدف وضع سياسة أمنية مشتركة في منطقة الساحل الإفريقي التي اختطف فيها خلال الأشهر الأخيرة عدة مواطنين أوروبيين. وترعى كل من إسبانيا و فرنسا اللقاء الذي يندرج ضمن استراتيجية أوروبية لمحاربة الإرهاب و تجفيف منابعه بدول المنطقة في الوقت الذي تسعى الجزائر جاهدة لاستثمار الوضع الأمني المهتز السائد بالمنطقة لابتزاز كل من أوروبا و أمريكا و تحقيق حظوة ديبلوماسية لدى عواصم الغرب ، تحقق من ورائها أغراضا مصلحية و سياسية ميدانية على حساب الغريم المغربي الذي ما زال يستفيد من وضع الشريك المتقدم و الحليف الاستراتيجي في علاقاته مع كل من بروكسيل وواشنطن . وكان الوفد المغربي المشارك في اجتماعات الدورة ال` 29 لمجلس وزراء الخارجية لاتحاد المغرب العربي المنعقدة قد تنبه الى المسعى الجزائري من وراء تعطيل آليات الاتحاد و إحلال التكتل الاقتصادي محلها حيث أعرب حينها وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي السيد الطيب الفاسي الفهري مجددا عن أسف الحكومة المغربية للعراقيل الموضوعة أمام الاندماج المغاربي