على هامش زيارته الأخيرة لباريس وفي خطاب لم يكن بالمفاجئ أو الغريب أشاد حاكم دولة قطر بالروح الديمقراطية العالية التي يتحلى بها شيطان الحوزة كما نوه سموه بنزاهة الانتخابات الإيرانية الأخيرة التي عكست بعمق إرادة وتوجه الشعب الإيراني في اختياره للمرشح "محمود أحمدي نجاد" لولاية رئاسية ثانية، وفي مستهل حديثه اتهم حاكم دولة قطر أشقائه وإخوانه من الرضاعة الحكام العرب في إشارة منه إلى حسني مبارك ونظام آل سعود بالدرجة الأولى والقذافي وعلي صالح وزين العابدين بالدرجة الثانية، اتهمهم بالتشبث بكراسي الحكم و قمع رعاياهم، مشيرا أنه منذ مجيء الثورة الإيرانية في فبراير 1979 تعاقب على منصب رئاسة الجمهورية ستة شخصيات، هم " أبو الحسن بني صدر- محمد علي رجائي- علي خامينائي- هاشمي رفسنجاني- محمد خاتمي و أخيرا و ليس آخرا الرئيسي المدعم من طرف الخامينائي والابن البار لولاية الفقيه محمود أحمدي نجاد..." "" كلام حاكم قطر في حق أشقائه و إخوانه من الرضاعة أصحاب السمو والجلالة والفخامة والعظمة(..)فيه حيز لا بأس به من الحقيقة، في حين أن نظرته لشيطان الحوزة تكتنفها هالة من الخوف المشوب بالنفاق، فحاكم قطر ليس معجبا بالنظام الإيراني، فكلامه هذا ناجم عن خوف وليس عن قناعة مبدئية، فتسونامي الملالي يزحف ويتمدد بوتيرة أكبر من السابق و له مطالب على طول ضفتي الخليج الفارسي و أولها صخرة البحرين التي يراها الشيخ حمد بالعين المجردة من "الزبارة" و"الرويس"، كما أن تحرير الكعبة من سراقها في إشارة لآل سعود حسب كبار المرجعيات الشيعية الكبرى وكذلك السيطرة الكاملة على العتبات الشريفة جنوب العراق يدخل في إطار الثوابت والخيارات الإستراتيجية عند أبي لؤلؤة المجوسي. وفي وصفه للأحداث الدامية التي يعرفها الشارع الإيراني مؤخرا احتجاجا على سياسات النظام قال الأمير حمد أن هذه الأحداث كلها هي من إرهاصات الديمقراطية ببلاد السجاد و الفستق وأن الثورة الفرنسية قد عرفت هي الأخرى مثل هذه الإرهاصات الطبيعية في بداياتها، فشيء طبيعي أن يذبح الناس بيد عصابات الباسيج الإرهابية، وطبيعي أن تخترق رصاصة الغدر القاتلة قلب الشهيدة "ندا آغا سلطاني" الطالبة الشابة التي خرجت صحبة أقرانها للاحتجاج على النظام القمعي المتسلط على رقاب المستضعفين، وشيء طبيعي أن تنزل الهراوات لتدغدغ رؤوس الجماهير الغاضبة، وطبيعي كذلك أن تمتلئ الزنازن والمخافر بالشباب والطلبة، و شيء طبيعي أن يعطي المرشد الروحي أوامره بسحق كل تمرد و خنق كل صوت حر، فهي إرهاصات الخيار الديمقراطي الذي يسير على دربه شعب إيران الشقيق بقيادة علي الخامينائي.. جدير بالذكر أن أمير دولة قطر الذي عاتب إخوانه من الرضاعة و أشاد بالنظام الإيراني ، قاد سنة 1995 حركة تصحيحية ببلاده و أطاح بحكم والده ونزع منه صلاحياته السابقة كحاكم فعلي ومتصرف وحيد في دولة قطر تحت ذريعة سوء التدبير وتبذير ثروة البلاد فيما لا ينفع العباد، هذه الحركة التصحيحية التي كان قائدها ومهندسها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني هي لعمري من (إرهاصات) التغيير و التحديث و التدبير الرشيد التي ميزت حكم حمد منذ توليه مقاليد الحكم ببلد على مرمى حجر من معقل أبي لؤلؤة المجوسي وعلى بعد فراسخ قليلة من البحرين. [email protected]