أكدت الانتخابات الأخيرة بما لا يترك مجالا للشك أن المغرب قد تغير. "" مغرب ليس فيه مكان للظلاميين والمتشائمين والمحبطين. مغرب اليوم، مغرب الحالمين والمتفائلين، مغرب العام زين. مغرب يفوز فيه حزب لم يكمل عامه الأول، لم يُختبر في محنة و لم يُعرف له مناضلون، آمن به الناس لأنه حمل شعار التغيير و انساقوا خلفه لأنهم رأوا بوادر التغيير. بوادر ظهرت في الحملة الانتخابية، عندما اعتمد الحزب على مرشحين مثلوا اسمه بامتياز، سياسيون "مُحنكون" اعتادوا ملعب الانتخابات و شكلوا كتلة الأصالة و "الجلابة" و آخرون مستحدثون من الشباب هم أهل المعاصرة و "الديباردور". كتلتان امتزجتا بسلاسة قل مثيلها لتعطي حزبا هجينا، احتل الصدارة من أول مشاركة. من خلال هاته النتيجة يمكننا أن نستنتج الشريحة التي صوتت و رفعت نسبة المشاركة و التي هي بالمناسبة قريبة جدا من نسبة الأمية في المغرب. مغرب لا يصوَت فيه بالبطون و الجيوب فقط، بل أيضا بأشياء أخرى. عندما اعتلت كوثر بن حمو صهوة الجرار كاشفة عن التغيير، تعالت أصوات مطالبة برأسها الانتخابي، أصوات سرعان ما خرَسَت و هي ترى ذلك الرأس يطل باسما من صناديق الاقتراع، فهنيئا لكل من صوت لتلك الشابة الجميلة صاحبة "المؤهلات". بن حمو تعتبر اليوم مثال يحتدا به للمرأة السياسية في المغرب، فبعد نجاحها لا أستبعد أن تبحث بقية الأحزاب عن مثيلات لها، تتمتعن بنفس مؤهلاتها، لتمثيلها في الاستحقاقات المقبلة، كما لا أستبعد أن يتحول الحصول على التزكية الحزبية إلى ما يشبه "كاسْتينغ" يكون من بين شروط القبول فيه الرشاقة و القوام المليح و بهاء الوجه بالإضافة إلى المؤهلات التعليمية طبعا. أنا أنصح الأحزاب أن تبدأ من الآن و تتبع قافلة "ستوديو دوزيم" التي تعتبر محطة جذب للحسناوات صاحبات المؤهلات المذكورة أعلاه. أو أن ينظم كل فرع حزب "كاستينغ" جهوي تتأهل الفائزات فيه اللواتي حصلن على إعجاب لجنة التحكيم إلى "الكاستينغ" الوطني الذي سيرأسه الأمناء العامّون للأحزاب. المغرب تغير و من لم يعجبه الحال، ما عليه إلا أن "يتكمش" و يتفرج على التغيير أو أن يبحث له عن وطن يقبل بأمثاله. [email protected]