أضاع "أسود الأطلس" فرصة ثمينة لتعزيز حظوظهم في بلوغ نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، بعد تعادلهم بدون أهداف مع منتخب الطوغو، في المباراة التي جمعتهما عشية اليوم السبت بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، برسم الجولة الثالثة من الإقصائيات المزدوجة المؤهلة لكأسي العالم وإفريقيا للأمم 2010. "" ووجد أشبال الإطار الفرنسي، روجي لومير، صعوبة كبيرة في اختراق المنتخب الطوغولي، الذي ركن إلى الدفاع، في غياب صانع ألعابه وقلب هجومه، إمانويل أديبايور. وفضل روجي لومير اللعب بحذر كبير من خلال الاعتماد على تعزيز وسط الميدان وتقوية الدفاع مع لاعبين إثنين في الهجوم: يوسف حجي ومنير الحمداوي، بالرغم من أنه كان يواجه بميدانه منتخبا طوغوليا يشكو من الغيابات وما زال لم يتجاوز بعد معنويا آثار الهزيمة القاسية التي حصدها أمام منتخب الغابون (0-3). فمنير الحمداوي، الذي أجمع الكل على أنه النجم الجديد للمنتخب المغربي، وبعد تضييعه العديد من الفرص أمام منتخب الكاميرون بياوندي، جانبه الحظ مرة أخرى إثر تضييعه ضربة جزاء ثمينة في الدقيقة 33. وكان من شأن ضربة الجزاء هاته أن تغير ملامح المباراة، التي لم تنطلق فعليا إلا في الدقيقة 27 بعد محاولة للعناصر الوطنية تلقى على إثرها كمال شافيني كرة من الجهة اليمنى من رجل مروان زمامة انبرى لها بضربة رأسية، لكن الحارس الطوغولي أوبيلالي كودجوفي كان في المكان المناسب. وكانت هذه الفرصة، إضافة إلى ضربة الجزاء الضائعة وتسديدة أرضية للشافيني مرت محاذية لمرمى الطوغوليين، من بين اللحظات القوية التي شهدها الشوط الأول من المباراة، الذي تميز بضغط قوي للاعبين المغاربة والذين كان ينقصهم التركيز خاصة في اللحظات الحاسمة واندفعت العناصر الوطنية وسيطرت ميدانيا على مجريات اللقاء، لكن هذا الضغط كان دون فائدة لكونه افتقد إلى التركيز مما أجهض جميع المحاولات وحال دون بلوغ مرمى الحارس الطوغولي. وانتظر لاعبو المنتخب الطوغولي، الذين اكتفوا على امتداد الشوط الأول بالدفاع وآثروا التكتل أمام مرماهم، إلى غاية الدقيقة 45 للقيام بأول محاولة في اللقاء لكن دون إقلاق راحة الحارس نادر لمياغري، الذي كان في راحة شبه تامة. بيد أنه مباشرة بعد العودة من مستودع الملابس بادر "الصقور" إلى الهجوم وكانوا أقرب إلى افتتاح حصة التهديف (د 46) على أثر مرتد هجومي من الجهة اليسرى قاده اللاعب كوبادجا قادر، الذي وجد نفسه وجها لوجه أمام الحارس لمياغري، لكن هذا الأخير نجح في تحويل الكرة إلى الزاوية وأنقذ مرماه من هدف محقق وبالتالي إعادة التجربة المرة أمام منتخب الغابون. ولم تكن هذه المحاولة الوحيدة خلال هذا الشوط بالنسبة لأشبال المدرب البلجيكي جان تيسين الذين استغلوا الاندفاع الكلي للعناصر الوطنية نحو معترك الحارس أكانافا دودجي. وكاد هذا الاندفاع أن يأتي بنتيجة عكسية على المنتخب المغربي بعدما ترك لاعبوه العديد من الثغرات على مستوى الدفاع، في الوقت الذي فشلوا فيه في اختراق دفاع طوغولي متكتل ومنظم بشكل جيد. وفي محاولة لضخ دماء جديدة في شرايين النخبة الوطنية بعد الأخطاء الكثيرة التي وقعوا فيها (الكرات الضائعة وانعدام الانسجام وتضييع الكرة في التنافس الثنائي) أقدم الفرنسي روجي لومير على إقحام كل من نبيل باها ورفيق عبد الصمد محل كل من منير الحمداوي (د 62) وكمال الشافني (د 70)، وهي التغييرات التي أعطت شحنة جديدة لخط الهجوم المغربي لكن دون النجاح في خلق الفارق. وكان اللاعب مروان زمامة وراء أبرز المحاولات في الأنفاس الأخيرة من عمر هذا اللقاء بعد تنفيذه لضربة خطأ من بعد 30م ناب فيها القائم على الحارس في صد الكرة. وكان من شأن الكرات الثابتة أن تنقذ المنتخب الوطني من ورطته بعد أن سدد زمامة مرة أخرى الكرة بقوة (د 80)، إثر ضربة خطأ على مشارف مربع عمليات المنتخب الطوغولي، لكنها مرت محاذية لمرمى الحارس الخصم. وظل المنتخب المغربي بعد هذا التعادل في المركز الثالث للمجموعة الأولى برصيد نقطتين، خلف منتخب الطوغو (4 نقط)، في حين يحتل منتخب الغابون صدارة الترتيب بمجموع ست نقط ومنتخب الكاميرون المركز الأخير بنقطة واحدة. يذكر أن المباراة التي ستجمع بين المنتخبين الكاميروني والغابوني برسم الجولة الثالثة ستجرى يوم خامس شتنبر المقبل. تصريحات : روجي لومير (مدرب المنتخب المغربي): "إنها نتيجة يمكننا أن نأسف له . اللاعبون استعدوا منذ 28 ماي الماضي وقدموا أفضل ما لديهم لتحقيق أفضل النتائج. لقد أدينا ثمن تقلبات كرة القدم لكون المجموعة ذاتها قدمت عرضا جيدا أمام منتخب الكاميرون وأظهرت تضامنا مثاليا. مشاركة أديبايور في لقاء اليوم لم تكن لتغير شيئا لكون اللاعب ذاته لعب مع المنتخب الطوغولي ومع ذلك خسر هذا الأخير في الجولة الماضية أمام منتخب الغابون 3-0". جان تيسين (مدرب منتخب الطوغو) : "لقد حضرنا إلى المغرب من أجل العودة بنقطة التعادل الهامة بالنسبة إلينا. لكنني على يقين من أنه لو توفرت اليوم على مهاجم من طينة أديبايور لتغيرت المعطيات ولكنا استفدنا من الفراغات التي تركها المنتخب المغربي الذي كان مضطرا للهجوم. النخبة المغربية قامت بما يلزم لكنها اصطدمت بمنتخب طوغولي يتمتع بإرادة قوية ومنظم بشكل جيد من الناحية التاكتيكية وملتزم بدقة بالتعليمات. المنتخب المغربي لم يكن محظوظا. إنها نتيجة مشجعة جدا من شأنها أن تبقينا في السباق نحو التأهل إلى نهائيات كأس العالم".