في مغرب الإستقواء على حد تعبير جماعة العدل والإحسان ومغرب التضليل كما تصفه ادبيات النهج الديمقراطي أجد مغربا أخر هو مغرب الإستشباط نسبة لحميد شباط. "" بعد أربعين سنة من الإستقلال السياسي استطاع المخزن أن يصنع نموذجا جديدا/قديما من زعامات سياسية تستقوي على كل شيء وتتعالى على القانون وتجاهر بأميتها وتحاكي العداء للتاريخ المغربي المعاصر. بغض النظر عن تاريخ الرجل الغارق في الأمية وتسكليست و... فإن أربعين سنة من تعاقب حكومات ومجالس الفساد لايمكنها إلا أن تنتج جيلا من أجيال الإستشباط. هل للرجل رؤية؟ عمق فكري؟وعي بالذات وبالأخر؟ أعتقد أن الرجل تجاوز أدبيات حزب الإستقلال ووضع مكانها أدبياته الخاصة بالمفهوم الإستقوائي ونصب التشهير بالأخرين والمتاجرة في كل شيء ، حتى الموتى لايسلمون من ردود أفعاله اللاوعية و التي تجسد الجانب العدائي للشخصية المخزنية المريضة. في ظل الخطاب المروج عن الإنتقال الديمقراطي في المغرب نجد نقضيه في شخصيات هي من صنع المخزن من أمثال شباط وولد العروسية... وتطول القائمة في القرى والمدن المغربية. هل يمكن أن نضع مقارنة بين عزيز بلال وبول باسكون والمهدي بن بركة وعلال الفاسي وبين حميد شباط وولد العروسية؟ بكل تأكيد لايمكن عقد هذه المقارنة ولكن يمكن تبيان المفارقة كيف يفكر المخزن ويخطط وكيف أن هذه"الديمقراطية" المبنية على الهشاشة بإمكانها صناعة رجال هم في حقيقة الأمر المخزن نفسه ولكن بتعبير أخر، تعبير استمرار الجهل والإستقواء والتضليل في بنية توهم بالحداثة لكنها في العمق بنية غارقة في أثون التسيب والفساد وعدم احترام القانون. ولأنه كما المسرح، يحتاج المخزن بدوره إلى ممثلين من طينة و طبيعة حميد شباط ،الرجل الفقيه، العالم ، التقي ، الورع الذي يزوره الفقراء تيمنا ببركة فاس وحديثها الشريف ليؤدي وظيفة مؤقتة ويرحل في مغرب المتناقضات. في ظل الزعامات السياسية في المغرب تنضاف لائحة حميد شباط ليجد الباحث في علم السياسة والتاريخ والسوسيولوجيا نوعية من الزعامات تمتاز بالمكر والخديعة وتنطلق من بنيتها الإجتماعية الفقيرة في عملية تسلق الهرم الإجتماعي بخطوات متسارعة لتؤسس نموذجا يمتاز في كل من العاصمتين القديمتين للمغرب بكل من مراكشوفاس بدحر "الديمقراطية" الوليدة.