دشن الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، في العاصمة الماليزية كوالالمبور، مجلسَ علماء جنوب شرق آسيا، بدعم من حكومة ماليزيا، وذلك بحضور أنور بن إبراهيم، رئيس دولة ماليزيا، وحضور الدكتور أحمد زاهد حميدي، نائب رئيس الدولة، إضافةً إلى كبار العلماء والمفتين في دُوَل الآسيان. ويُعدُّ "مجلس علماء آسْيان" أولَ مجلسٍ إسلاميٍّ جامعٍ في المنطقة، ويضمّ كبارَ المفتين والعلماء في دُوَل جنوب شرق آسيا، وهو باكورة "المجالس العُلَمائية الإقليمية" التي عمِلت رابطة العالم الإسلامي على تأسيسها حول العالم، كما يمثّل "مجلس علماء آسْيان" منصّةً لجمع كلمة العلماء تجاه قضاياهم الكبرى، يتمُّ فيها تداوُل الأفكار وتوحيد الرؤى، للتوصُّل إلى حلولٍ للمشكلات المُشترَكة في دُوَلِ جنوب شرق آسيا. ويأتي تدشين المجلس تنفيذاً لتوصيات "مؤتمر علماء جنوب شرق آسيا" الذي عُقِدَ في كوالالمبور بتاريخ 30 يونيو 2022م، حيث أوصى المؤتمر بإنشاء مجلس علماء في جنوب شرق آسيا تحت مظلة رابطة العالم الإسلامي، وقد حظِيت التوصية بموافقة من رئيس وزراء ماليزيا. ويسعى المجلس إلى أن يصبح جسراً للتواصل بين الشعوب داخل دول المنطقة، وبينها وبين العالَم الإسلامي، بالإضافة إلى إطلاق مبادراتٍ عمليةٍ لتعزيز الهُوية الإسلامية في إطار الوئام المجتمعي والمواطَنة الشاملة. وفي كلمة له بمناسبة حفل تدشين المجلس، أعلن الأمين العام للرابطة، الشيخ الدكتور محمد العيسى، عن تدشين أُولى جلسات المجلس، عبر كلمةٍ أكَّد فيها على "أهمِّية وَحدة كلمة علماء المنطقة في قضاياهم الإسلامية الكُبرى"، منوِّهاً بدور "المجلس في الاضطلاع بمهمة توحيد الرأي في القضايا العامة، وفي طليعتها التصدِّي لحملاتٍ مُغرضةٍ تستهدفُ دينَ الإسلام إمَّا عن جهلٍ أو عمد". وأكَّد العيسى أنَّ على العلماء، بما آتاهم الله من العلم والبصيرة، أنْ يضطلعوا بمسؤوليتهم في مواجهة تلك الحملات التي تولَّدت عنها، مع الأسف، أفكارُ ما يُسمَّى بالإسلاموفوبيا (رُهاب الإسلام)، والتي جاءت من فهمٍ خاطئٍ عن دين الإسلام أو من مواقف مُتَعَمَّدة الإساءة ومن ثم الترويج لها، معبرا عن تطلُّعه إلى أنْ تَصْدر عن هذا المجلس، تِبَاعاً، جهودٌ في التصدي لتلك الحملات بكافة السبل. ونبَّه رئيس هيئة علماء المسلمين إلى أنَّ "العلماء يتحمَّلون مسؤوليةً كبيرةً في هذا الشأن وغيره من قضايا الأمة الكبرى، وعليهم بخاصة تبصير الشباب الإسلامي وتعزيز وعيهم وتحصين أفكارهم من عاديات الشرّ"، مشيرا إلى أهمية "دور الأسرة والتعليم، وأهمية أنْ تَصْدُر عن مجلس علماء جنوب شرق آسيا أبحاثٌ ودراساتٌ، مع التركيز في ذلك على إبراز حقيقة الإسلام، ولا سيما سماحته". من جهته، أعرب الدكتور أحمد زاهد حميدي، نائب رئيس وزراء ماليزيا، في كلمته، عن تقديره لحضور العلماء والمفتين لهذا الحدث المهمّ، متَوجِّهًا بالشكر في هذا السياق إلى رابطة العالم الإسلامي، وأمينها العام، مُعبّراً عن أمله أن يؤديَ مجلسُ علماء جنوب شرق آسيا دوراً حاسماً في التصدي للتطرف وتعزيز الاعتدال والوسطية، ودعم التماسك الاجتماعي والتعاون الشعبي. وفي ختام مداولاته، نوه مجلس علماء جنوب شرق آسيا بمضامين "وثيقة مكةالمكرمة" التي جمعتْ علماءَ الأمة الإسلامية من مختلف طوائفهم في مكةالمكرمة في رمضان، وأيضاً ب"مؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" الذي صدرتْ عنه "وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، في شهر رمضان الفائت بمكةالمكرمة، بحضور علماء الأمة الإسلامية ومفتيها.