أوقفت مصالح الدرك الملكي، اليوم الثلاثاء، مدير ثانوية التقدم بجماعة عين الشقف، التابعة لمديرية مولاي يعقوب، بعد أن كانت مصالح النيابة العامة المختصة أصدرت مذكرة بحث وطنية في حقه، مع إغلاق الحدود في وجهه، وذلك بعد اختفائه عن الأنظار عقب تداول فيديو يوثق لشبهة تحرشه بتلميذة داخل مكتبه الإداري. وبحسب ما كشفت عنه مصادر هسبريس فقد استمعت، في وقت سابق، الضابطة القضائية للدرك الملكي للتلميذة المعنية رفقة والديها، وذلك على خلفية توثيقها الفيديو المذكور بهاتفها المحمول، وهو الشريط الذي يظهر فيه مدير مؤسستها التعليمية يتحرش بها جنسيا بعدما زارته في مكتبه لتستعطفه التدخل لفائدتها لدى حارس عام المؤسسة؛ للسماح لها باستئناف الدراسة بعد تغيبها عن إحدى الحصص. المديرية الإقليمية مولاي يعقوب، التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاسمكناس، كانت أصدرت بلاغا توضيحيا عقب تفجر هذه الفضيحة، التي هزت الحقل التربوي، قالت فيه إنه فور علمها بهذا الحادث "تم تكليف لجنة مديرية مكونة من رؤساء مصالح ومفتشين تربويين للبحث والتقصي في موضوع التحرش الذي قد تكون تعرضت له التلميذة". وأضافت المديرية أنها، "كإجراء احتياطي واحترازي"، عملت، بناء على تقرير اللجنة، على توقيف مدير المؤسسة مؤقتا عن العمل، "في انتظار إحالته على أنظار المجلس التأديبي ضمانا للسير العادي للمؤسسة، مع إعفائه من مهام الإدارة التربوية بشكل فوري". يذكر أن منظمة "ما تقيش ولدي" دخلت على خط هذه القضية، إذ أصدرت بلاغا في الموضوع عبرت فيه عن استنكارها ما قام به المدير من "أفعال خطيرة ومشينة تجاه التلميذة"، معتبرة ذلك بمثابة "انحراف تام عن الأهداف السامية التي تتشبث بها الأطر التعليمية، وتشويه للقيم الإنسانية النبيلة التي تلقن داخل المؤسسات التعليمية". ودعت المنظمة ذاتها، في بلاغها الذي اطلعت عليه هسبريس، إلى "التدخل المستعجل من أجل إنصاف التلميذة، مع رد الاعتبار الذي لن يتحقق إلا بمعاقبة المدير على أفعاله"، معلنة تضامنها مع التلميذة المعنية وعائلتها.