تتكثف الجهود الدبلوماسية، الأحد، للتوصل إلى هدنة في غزة تنص على الإفراج عن رهائن، فيما تواصل إسرائيل هجماتها على القطاع الفلسطيني المحاصر والمهدد بالمجاعة. وأعلن مسؤول كبير في حماس أن وفدا من الحركة سيقدم ردها غدا الاثنين في القاهرة على مقترح هدنة إسرائيلي مرتبط بالإفراج عن الرهائن، بعد نحو سبعة أشهر من بدء الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر. وكانت حماس أعلنت أمس السبت أنها "تدرس" هذا الاقتراح المضاد، موضحة أنها ستسلم ردها "حال الانتهاء من دراسته". في الأثناء، لم تهدأ التحركات العسكرية في القطاع الصغير المحاصر الذي تحكمه حماس منذ عام 2007. وقال الجيش الإسرائيلي، الأحد، إنه قصف "عشرات الأهداف الإرهابية" في وسط غزة. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أنه "خلال 24 ساعة حتى صباح الأحد، وصل 66 شهيدا و138 إصابة إلى المستشفيات" في قطاع غزة. وفي الوقت نفسه، تستعد إسرائيل لشن هجوم بري في رفح التي تضم نحو 1,5 مليون فلسطيني، معظمهم من النازحين. وتخشى عواصم ومنظمات إنسانية سقوط ضحايا كثر في هذه المدينة التي تتعرض أساسا لقصف منتظم من قبل الجيش الإسرائيلي. ومن السعودية حيث يعقد اجتماع خاص للمنتدى الاقتصادي العالمي اعتبارا من اليوم الأحد، دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الولاياتالمتحدة إلى منع اجتياح بري لمدينة رفح. وقال إن العملية إذا حدثت فستكون "أكبر كارثة في تاريخ الشعب الفلسطيني". وتوجه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى الرياض حيث سيناقش "الجهود المستمرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة يسمح بالإفراج عن الرهائن". كما "سيركز على أهمية منع توسع" إقليمي للحرب، حسب ما قالت وزارة الخارجية الأميركية أمس السبت. والقلق من امتداد النزاع إقليميا، ولا سيما إلى لبنان المجاور، مدرج أيضا على جدول أعمال اجتماع في بيروت، الأحد، بين وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه ومسؤولين لبنانيين. "اتفاق الآن" ولم تسرب تفاصيل عن الاقتراح الإسرائيلي الجديد بشأن الهدنة، لكن موقع "أكسيوس" ذكر نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، أنه يتضمن الرغبة في مناقشة "إرساء هدوء دائم" في غزة. وبحسب الموقع نفسه، هذه هي المرة الأولى منذ الحرب المستمرة منذ ما يقرب من سبعة أشهر التي يشير فيها القادة الإسرائيليون إلى أنهم منفتحون على مناقشة إنهاء الحرب. في الوقت نفسه، تتزايد الضغوط الداخلية على حكومة بنيامين نتانياهو. فقد تجمع آلاف المتظاهرين، مساء السبت، في تل أبيب للمطالبة بالإفراج عن الرهائن المختطفين منذ السابع من أكتوبر. في ذلك اليوم، شنت مجموعات من حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل أدى إلى مقتل 1170 شخصًا، معظمهم من المدنيين، حسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادًا إلى بيانات إسرائيلية رسمية. وخطف أكثر من 250 شخصًا، ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفي 34 منهم، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين. ردا على الهجوم، توعدت إسرائيل بالقضاء على حماس التي تعتبرها الدولة العبرية والولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي "منظمة إرهابية". وأدى هجومها على غزة إلى مقتل 34454 شخصا، معظمهم من المدنيين، حسب حصيلة جديدة نشرتها وزارة الصحة التابعة لحماس اليوم الأحد. وهتف المتظاهرون في تل أبيب مساء السبت: "اتفاق الآن"، وطالبوا حكومة نتانياهو بالاستقالة. قبيل ذلك، نشرت حماس مقطع فيديو يظهر فيه الرهينتان كيث سيجل (64 عاما) وعمري ميران (47 عاما). وهذا هو الفيديو الثاني الذي تنشره حماس خلال أيام. وفي التجمع الحاشد في تل أبيب، حث والد ميران حماس على "إظهار حس إنساني"، وطلب منها أيضًا "اتخاذ قرار الآن".