قال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، في تعليق له على نتائج الانتخابات الجماعية ان "التاريخ يعيد نفسه، إذ تعود المغرب، منذ حصوله على الاستقلال، على إشراف مؤسسات الإدارة على تسيير الشأن العام. وهذا ما سبق أن عشناه في عهد أحمد رضى اكديرة، الذي أسس (الفديك) شهرين قبل الانتخابات البرلمانية سنة 1963، ومع ذلك اكتسح الفضاء الانتخابي، وهو الأمر نفسه الذي تكرر مع أحمد عصمان فيما يخص التجمع الوطني للأحرار، الذي كان نتاج جماعة اللامنتمن، وأيضا مع المعطي بوعبيد في شأن الاتحاد الدستوري، وهو ما نعيشه حاليا مع الأصالة والمعاصرة". "" وأضاف تاج الدين الحسيني، في تصريح لموقع إيلاف الإلكتروني أنه اليوم في العهد الجديد "كان بحث عن مفهوم جديد للسلطة لم يخل من السعي إلى السيطرة على زمام الأمور بقوة من خلال تأسيس حزب على يد صديق الملك، ويتعلق الأمر بفؤاد عالي الهمة". وفي اعتقادي، يشرح المحلل السياسي المغربي، أن "اكتساح الأصالة والمعاصرة لمقاعد المنتخبين كان منتظرا من المراقبين السياسيين، وهذه الظاهرة عرفها المغرب منذ عقود، غبر أنها اعتمدت هذه المرة بطريقة جديدة، إذ أن الوزير المنتدب السابق في الداخلية لم يقد الحزب الجديد، بل عهد الأمانة العامة للشيخ بيد الله، واكتفى هو بمنصب النائب". واعتبر أن ما هذا المكون السياسي الحديث التأسيس في انتخابات المجالس البلدية سينعكس على المستوى التشريعي، إذ سيتمكن من جر أحزا أخرى للتحالف معه، كالتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية، قبل أن يتحرك نحو إسقاط حكومة عباس الفاسي، مشيرا إلى إمكانية قيادة فؤاد عالي الهمة الحكومة المقبلة، "وقد يكون الوزير الأول المقبل". من جهته، أكد محمد الغماري، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني في الدارالبيضاء، أن "هذا الاكتساح كان متوقعا، وأشرت إليه في تصريحات سابقة، كما أنني توقعت أن يظل الاستقلال في دائرة المنافسة". وأبرز الغماري "أن "الحديث عن تسجيل نسبة مشاركة بلغت، على الصعيد الوطني، 52.4 في المائة، رقم مبالغ فيه، إذ أن العزوف كان واضحا، وقد تكون النسبة أقل من تلك التي سجلت في الانتخابات التشريعية سنة2007." وذكر الغماريأن الأصالة والمعاصرة سيسعى إلى تقوية صفوف المعارضة بهدف إسقاط حكومة الوزير الأول عباس الفاسي، مشيرة إلى أن أغلب المؤشرات تصب في هذا الاتجاه.